x

مي عزام لست نبياً ولا ملاكاً.. لكنك رئيس منتخب مي عزام الأربعاء 13-04-2016 21:32


(1)

تعامل الشعب المصرى فى أواخر عهد الرئيس المعزول محمد مرسى مع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى على أنه ملاك بعثته العناية الإلهية لينقذ مصر من براثن الإخوان، «المختار» القادر على فعل كل شىء وأى شىء لحماية مصر وشعبها، وحين طالب بتفويض شعبى نزلت الملايين للشوارع لتعرب عن ثقتها فيه، وكنت واحدة من هؤلاء، وجدت أن بلدى فى أزمة، وأن السيسى قادر على أن يحقق ما حققه أخيل.

(2)

شهدت الفترة الانتقالية برئاسة المستشار عدلى منصور اضطرابات ومظاهرات من جانب الإخوان فى محاولة لزعزعة النظام وإفشاله، إلى جانب عمليات إرهابية وتخريبية، كما واجهت مصر صعوبات على الصعيد الدولى حتى يعترف العالم بأن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً، وانتظر الشعب بلهفة انتهاء هذه الفترة ليحصد ثمار الثورتين: عدالة وحرية وكرامة إنسانية.

(3)

قدَّم السيسى نفسه كمرشح رئاسى قادر بعون الله أن يحقق لمصر طفرة مذهلة خلال عامين فقط، ووعد بأن يشعر الشعب بالتغيير بعد هذين العامين، وصدَّقه الشعب؛ فهو الرجل الأقوى فى الدولة أثناء رئاسة المستشار عدلى منصور، وهو على علم بحقيقة الأوضاع فى مصر وسراديب الدولة العميقة وتوازنات الأجهزة السيادية وملفات الفساد المتراكمة. جعل المشير «تحيا مصر» شعاراً لحملته الانتخابية وعبارة «انتو مش عارفين إنكو نور عينينا» الباب الملكى الذى دخل منه لقلوب المصريين الذين لم يجدوا من يحنو عليهم غيره.

(4)

الرئيس الذى ظهر قبل ترشحه بأنه عليم بمشاكل مصر ولديه حلولها، يعترف بعد ذلك بأن من رأى خير من الذى سمع، فكلما وضع يده وجد خرابة وفساداً، وبعد أن كان التدهور محصوراً فى فترة حكم مبارك، وتحديداً فى الـ15 سنة الأخيرة طبقاً لتصريحاته، امتد لعهد السادات وناصر وعلى مدى ستين عاماً.

(5)

الرئيس الذى وعد بأن «إيدينا تتقطع قبل ما تمسكم» حدث فى عهده القصير أكبر عدد من التجاوزات الشرطية تجاه المواطنين الذين تعرضوا للإهانة والضرب والتعدى الذى وصل للقتل.

الرئيس الذى وعد فى حواراته على القنوات الفضائية أثناء ترشحه بأنه لن يكون خلاف بينه وبين الشعب؛ لأنه يؤمن بالتحاور «إما تقنعنى أو أقنعك»، تبين أنه يتعامل معنا بصفتنا شهود عيان على إنجازاته التى ينفذها دون حوار مجتمعى للوصول لحالة رضا شعبى حولها، ومشروع تفريعة قناة السويس خير دليل، وكذلك إصراره على إنشاء عاصمة الخرسانة الجديدة، وعدم إعادة النظر فى قانون التظاهر وعدم الإفراج عن المعتقلين.

(6)

صورة الرئيس عن نفسه صرح بها حين قال إن الله خلقه طبيباً يصف الحالة ويرى مسبقاً ما لا يراه الآخرون، مثل العبد الصالح المذكور فى القرآن الذى وهبه الله رحمة وعلماً، وكبار رجال المخابرات والسياسيين والإعلاميين والفلاسفة يأتون لسؤاله وللتعلم منه كما فعل سيدنا موسى عليه السلام، ومن الطبيعى بعد ذلك أن يطلب منا أن نسمع كلامه وبس.

ولعله يعود لحديث رسولنا الكريم حين قال لأصحابه «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، حين أدرك خطأ النصيحة التى قدمها لهم وأخذوها عنه باعتباره نبياً رسولاً.

(7)

التعامل مع ملف الجزيرتين: تيران وصنافير، يدل على إصرار الرئيس على أن يخطط مستقبل هذا الشعب دون أن يطلعه عليه، وكأننا لم نبلغ سن الرشد بعد، التجاهل وعنصر المفاجأة وعدم الشفافية هى التى أوجعتنى، وأظنها أوجعت الناس وسمحت بالبلبلة التى استغلها الإخوان لتشويه صورة السيسى وإظهاره بأنه يفرط فى تراب الوطن لصالح الدولار والريال، وإن كنت أبرّئ الرئيس من خيانة الوطن فهو رجل عسكرى، والأمن القومى بالنسبة له خط أحمر لا يمكن المساس به، كما أن جيشنا سيظل يحمى الجزيرتين طبقاً للاتفاق بين مصر والسعودية، ولكنى لا أبرّئه من خيانته وعوده للشعب بأن نكون شركاء لا تابعين، وأن يحقق فينا العدل ويلتزم بالدستور والقانون ويحارب الفساد ويستمع لآراء المختلفين معه لعلها تكون أفضل من رأيه.

سيادة الرئيس.. الاستبداد بالرأى لا يؤدى إلا لطريق الهاوية، فالله مع الجماعة، وسيادتك شققت صفوفها.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية