كثير من المصريين لم يعجبهم الطريقة التى تعاملنا بها فى قضية الشاب الإيطالى ريجينى جوليانو. يمكن لأى إنسان أن يرصد ذلك بالعين المجردة. هناك شعور عام بأن شيئاً ما خاطئ فى التعامل مع هذه القضية. من أولها إلى آخرها. لا أتهم أحداً بالتقصير. لا أشير إلى مؤسسة أو جهة بعينها. فنحن جميعاً شركاء فى الأمر. بصورة أو بأخرى. والضرر سوف يطال الجميع.
إيطاليا بالنسبة للتسعين مليون مصرى. أمر جدى. ليس هناك فرصة للهزل أو الهذيان أو التقصير. هذا موضوع أهم من أى مؤتمر استثمارى نقوم به. يجب أن يحظى باهتمام أكبر قد يتجاوز قدرات الحكومة ذاتها.
ليس هناك وصفة محددة لمعالجة الأمر. لكن هناك فرصة لمراجعة الذات. بالاعتراف بالخطأ على الأقل فى التعامل مع القضية. فلا نمتلك دليلاً حتى نتهم أحداً بالتورط فى مقتله. جهات التحقيق المصرية ليس لديها الدليل. الأمن الإيطالى أيضاً لا دليل لديه. لأنه لو كان لديهم دليل فلن يتأخروا فى إعلانه.
ليس هناك سبيل سوى التعامل مع القضية بمنتهى الشفافية. بسحب الملف برمته من يد الذين تعاملوا معه معاملة الهواة. وأساءوا للدولة المصرية. ليس أمامنا إلا إعلان أننا نتمسك بالعلاقات مع إيطاليا على أفضل نحو.
فهناك استثمارات إيطالية كبيرة جداً على أرض مصر. هناك تاريخ طويل مشترك. وعلاقات دبلوماسية تعود لمئات السنين. هناك تجارة بينية تقدر بالمليارات. وعمالة تقدر بعشرات الآلاف. وتعاون على المستوى الأمنى. كيف نضحى بكل ذلك؟.
لسنا فى حالة من الرفاهية تسمح لنا بالتضحية بعلاقاتنا مع دولة بحجم إيطاليا. فأرجو الانتباه. والبحث عن حلول لهذه الأزمة. واستدعاء كافة الطاقات المصرية بل الدولية لنجد حلاً ناجعاً لهذا الموضوع.