أصدرت السفارة المصرية بياناً صحفياً حول وفاة الطبيبة المصرية تيسير زيد فى أحد مستشفيات برلين إثر محاولة إنزال جنينيها التوأم اللذين توفيا فى أحشائها مع وجود اتهامات من زوجها الدكتور أحمد عمارة بالتقصير والإهمال.
وأكدت السفارة اهتمامها البالغ بالحالة واتصالها بالسلطات الألمانية والنيابة العامة فى برلين لتذليل الإجراءات اللازمة للإفراج عن الجثامين وحفظ حق زوجها فى التقاضى.
كانت إجراءات الطب الشرعى وتسلم الجثامين قد جرت، أمس، لتتم جميع إجراءات تجهيز وغسل الجثامين والصلاة عليها ظهر اليوم الثلاثاء، فى مسجد السلام بالعاصمة برلين، قبل عودتها إلى القاهرة برفقة الزوج فى رحلة أعلن الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، تحمل جميع تكاليفها.
وخص الدكتور أحمد عمارة «المصرى اليوم» برواية حقيقة ما حدث رغم رفضه الحديث إلى أى وسيلة إعلام ألمانية أو الصحف القومية المصرية، وقال إن الطبيب المعالج للدكتورة تيسير اكتشف، الاثنين الماضى 16 أغسطس بعد إجراء أشعة ثلاثية الأبعاد، وفاة الجنينين التوأم بداخل أحشائها، ونصحهما بالذهاب إلى مستشفى شاريتيه، وحين شعر بعدم ارتياح الزوج أبلغه بأن حالة وفاة التوأم سهلة وأنه مستشفى كبير به عشرات الأطباء.
وبعد ذهابهما إلى المستشفى حاول الزوجان الاستفسار عن مدى إمكانية السفر إلى مصر لإجراء الجراحة هناك، لعدم ثقتهما فى مدى كفاءة الأطباء الألمان، فتمت إحالة الزوجة إلى طبيب متخصص ثم إلى مدير قسم الولادة البروفيسور فولفجانج هاينريش نفسه، والذى تعجب من رغبتهما فى العلاج فى مصر بينما علية القوم يأتون من مصر للعلاج فى ألمانيا، فأخبراه بأنها رغبة شخصية وتهدف إلى دفن الجنينين هناك، فرد عليهما بأنه بإمكانهما دفنهما فى مقابر المسلمين فى ألمانيا أو شحنهما إلى مصر، مفضلا عدم السفر، والابتعاد عن أى خطر ولو بنسبة 1%، خاصة مع «احتمال حدوث زيادة للضغط على الرحم فى الطائرة أو حدوث نزيف أو انفجار للرحم»!
وأضاف الدكتور أحمد أنه حين علم البروفيسور هاينريش أن الدكتورة تيسير طبيبة وتحضر الدكتوراة فى التحاليل بمستشفى شاريتيه نفسها طمأنها وقال لها: «ستكونين تحت إشرافى الشخصى»، وهنا فقط اطمأنت الدكتورة تيسير وزوجها الدكتور أحمد ووافقا على البقاء والعلاج فى المستشفى بعد استخارة الله والاتصال بالمستشار الثقافى المصرى فى برلين وزملائهما من المبعوثين المصريين.
وبعد صعودهما إلى قسم الولادة أبلغوهما بأنه سيتم إعطاؤها أدوية «الطلق الصناعى» والمسكنات، وحينها اعترضت الدكتورة تيسير مفضلة إجراء «عملية قيصرية»، خاصة أنها عملت لثلاث سنوات من قبل فى قسم الولادة، إلا أن البروفيسور هاينريش أبلغها بأنها لاتزال صغيرة وتستطيع تحمل الولادة الطبيعية، وأن العملية القيصرية تؤثر سلبيا على الولادات المقبلة، وحين خشيا من حدوث حالة تسمم بسبب بقاء الجنينين الميتين بأحشائها لمدة طويلة، رد عليهما بأنه يعرف تماما الفرق بين حدوث تسمم من عدمه، وحينها رضخا لأسلوبه فى العلاج.
وقال السفير المصرى فى ألمانيا، رمزي عزالدين إن السفارة وقفت مع الدكتور أحمد فى إنهاء الإجراءات وستقف معه للحصول على حقه إذا ثبت، من خلال تقرير الطب الشرعى والتحقيقات، وجود إهمال، لكنه طالب فى نفس الوقت بوضع الأمر فى إطاره وعدم الإثارة أو تهويل الأمر بربطه بكراهية الأجانب فى ألمانيا، لأنه لو ثبت أنه إهمال طبى، فإن ذلك يؤكد أن الإهمال موجود فى كل دول العالم حتى لو كانت ألمانيا.