x

محمد أمين من أحلى المفاجآت! محمد أمين الجمعة 08-04-2016 21:34


لو لم تكن هناك مفاجأة فى زيارة الملك سلمان لمصر غير لقاء البابا تواضروس، لكانت هذه المفاجأة تكفى وزيادة.. سيبك من المليارات والاستثمارات، فهذا شىء طبيعى.. الأهم هذا اللقاء التاريخى، فقد ردّ رداً بليغاً على من يُشوّهون ديننا بتصرفات غريبة.. صحيح أن الملك عبدالله، رحمه الله، التقى بابا الفاتيكان منذ سنوات، لكن «لقاء البابا» له دلالة مهمة جداً، خاصة عند من يفهمون الأديان بالمقلوب!

ولا أعرف لماذا يستغرب الحمقى من فرحتنا بزيارة خادم الحرمين، ولا يستغربون من الخلافات والتشتت والاحتراب؟.. ولماذا يستغربون من فرحتنا بوجود الأشقاء، ولا يستغربون من الجفاء وأجواء الوقيعة؟.. بالتأكيد لا يُسعدهم أن نفرح.. «إن تصبك حسنة تسؤهم».. يحاولون ضرب كرسى فى الكلوب.. وللأسف، يروّجون أن السعودية جاءت لتوقّع «عقد بيع مصر» (!!).. فأى سُخف هذا، وأى غباء؟!

لعلكم تلاحظون أن زيارة خادم الحرمين ليست عابرة، ولا ينبغى أن تكون، وليست زيارة بروتوكولية، ولا ينبغى أن تكون.. لكنها تستغرق خمسة أيام كاملة، أى أنه جاء ليبقى بين عائلته وأهله.. يعرف أوجاعهم وأفراحهم.. يتذكر الأيام الخوالى.. يحكى لهم ويسمع منهم.. جاء يُعيد بناء «بيت العائلة»، ويفكر معهم للمستقبل.. ماذا ينبغى أن نفعل؟.. ما هى التحديات؟.. كيف نواجه مخاطر مشروع الشرق الأوسط؟!

لم تُفلح آلة التشكيك فى أى شىء.. فلا شىء من ذلك دخل علينا.. فما هو تفسيركم؟.. فرحة كبرى على تويتر، أهلاً بخادم الحرمين فى وطنه الثانى.. وعلى «فيسبوك» حلَلَت أهلاً ونزلت سهلاً.. أصدقاء يقولون: «سلمان» أفضل من بوتين ومن أوباما.. «سلمان» منا، وقف معنا، وتطوع زمان من أجل الدفاع عن مصر.. التفسير أن «وجود سلمان» فى حد ذاته التئام للشمل، وأن مصر هى بيت العيلة لكل العرب!

الشعب المصرى شعب «فرّيز» كما يقال، معناه أنه صاحب وعى.. يعرف من الذى يهتم به ومن الذى لا يهتم به.. من الذى يحتفى به، ومن الذى لا يحتفى به.. وهكذا كان الاحتفاء بوجود خادم الحرمين.. يقولون إن الزيارة فاتحة خير، فقد تصادف أنها تواكب غرّة رجب.. والمصريون يحتفلون ببدء «الثلاثة أشهر».. ويقولون إنها قطعت ألسنة المشككين، فقد انتقلت العلاقات من «الشك» إلى «اليقين»!

الشعوب لا تفرح بأمر ولا تغضب بتعليمات.. الشعوب تفرح حين تستشعر الفرح، وتغضب حين تستشعر الغضب.. وتقلق حين تكون هناك مبررات للقلق.. ولذلك اهتم الشعب بزيارة الملك سلمان، لأنها تأتى فى التوقيت واللحظة المناسبين.. يأتى فى زمان تبدو فيه الأوطان مستهدفة، وقد قال الرئيس السيسى بحسم إن الدولة الوطنية مستهدفة حالياً.. ومن هنا كان الاحتفاء بلم الشمل وتوحيد الجهود!

أيها الحمقى، مصر لا تبيع عفش البيت، ولا السعودية توقّع «عقد بيع مصر»!.. لا خادم الحرمين كأى زائر، ولا السعوديون مجرد مستثمرين.. هؤلاء يبنون «بيت العيلة».. يُرمّمونه ضد عوامل التعرية.. يرفعون أعمدته ليصمد فى وجه الزمن للأبد.. أشقاء جاءوا إلى «البيت الكبير».. فلماذا «تنبحون»؟، ولحساب مين؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية