x

عباس الطرابيلي افتحوا النوافذ للجميع عباس الطرابيلي الإثنين 04-04-2016 21:30


أعلم حجم المؤامرة على مصر.. وعلى الرئيس، وأعلم أن الرجل هو الوحيد الذي يتصدى لهذه المؤامرة.. ليس فقط لأنه الصخرة التي تتحطم عليها أحلامهم.. بل لأنه- وحده- العقبة الكبرى أمام تحقيق المتآمرين لكل ما يخططون، ليس لمصر وحدها.. بل للمنطقة كلها.. ولأنه بصموده هذا لا يحمى مصر وحدها.. بل كل المنطقة.. وهذا للأسف قَدَر مصر، هكذا كانت.. وهكذا هو نصيب العظماء الذين يحملون هموم شعوبهم للحاضر.. ولعشرات قادمة من السنين.

ويدرك كثيرون حجم ما يتحمله الرجل.. وما تتحمله مصر، والعاقلون- في المنطقة كلها- هم وحدهم من يرون ذلك.. ولكن أكثرهم لا يُقدّرون عواقب فشل الرجل.. أو عواقب انهيار مصر.

هنا لابد من تضافر كل القوى المؤمنة بدور مصر.. والتى عليها أن تقول للناس: تعالوا «كلكم» إلى كلمة سواء.. حتى لو كان فيكم من مسته الثورة بالضر. تعالوا ننسَ- لفترة- أن الوطن أمام منعطف طريق خطير.. ولن ينقذنا إلا وحدة العمل.

وكان هذا هدفى عندما قلت إن علينا أن نتحالف ولو مع الشيطان.. حتى نعبر ما نحن فيه الآن من أزمة مالية طاحنة، وما معركة الدولار إلا أحد أصابعها.. وأن علينا أن نستفيد بكل خبرة مصرية.. مهما كان رأى الكثيرين في هؤلاء.. وضربت مثلاً بالدكتور يوسف بطرس غالى الذي نجح في تغيير مسار الكثير من سلوكياتنا المالية.. وحقق الكثير، بل أنعش خزانة الدولة.. لأنه تخلص من الأفكار الحنجورية التي تسود حياتنا.. وعادت تدق عقولنا من جديد.. وتساءلت: لماذا لا نستفيد منه ومن أفكاره، وهو الرجل الذي يعيش طريداً بعيداً عن وطنه.. وكان للإعلام «المضاد» دوره في تهييج الناس ضد الرجل.. بينما تستفيد كل المنظمات الدولية والإقليمية بأفكاره وخبراته.. ومصر محرومة منها؟!

ولم يكن الدكتور غالى إلا واحداً.. أو رمزاً لما أراه.. ولكننا الآن وقد ساءت أوضاعنا.. وبات الناس يفقدون رؤيتهم الصالحة للحياة، أعود لكى أكتب- في هذا الاتجاه- أقصد الاستفادة من كل خبرة مصرية مهما كانت رؤية البعض لها.. وربما هناك بوادر فهم حقيقى يجرى الآن فيما نراه من عمليات تصالح ومصالحة مع الذين استفادوا- في الماضى- من مواقعهم.. وحازوا مكاسب معينة، وما موضوع حسين سالم والتصالح معه إلا مثل لما يجرى الآن.. وهو صواب.

وعلى هذا الطريق تقف مجموعة من المصريين «من ذوى الأفكار الناجحة»، هناك الدكتور محمود محيى الدين الذي كان وزيراً للاستثمار حتى شهور قليلة من ثورة يناير 2011. ولا ينكر أحد- إلا جاحد- أن الرجل خبرة مالية لا يستهان بها.. وأفضل من تولى أمور الاقتصاد والتجارة في السنوات القليلة السابقة على الثورة.. وبالذات بين عامى 2005 و2010 وهى سنوات حققنا فيها أعلى معدلات التنمية.. ونحلم الآن أن نحقق بعضها.. ولولا غياب العدالة الاجتماعية وحسن توزيع الثروة لكانت أوضاع مصر الاقتصادية الآن أفضل كثيراً.. وكثيراً جداً.. حقيقة غابت هذه العدالة، حتى فقد الناس القدرة على الحلم وتحسين أوضاعهم.. وبسبب ذلك قامت الثورة.. أليست هذه هي الحقيقة؟!

إذن- وتلك دعوة مجردة من أي هدف سياسى- لماذا لا نفتح الأبواب.. ونتصالح مع هؤلاء.. ونمد أيدينا إليهم، وننسى ما كان، إذا أخلصوا، ومن المؤكد أن منهم من يخلصون، وأن نتسامح معهم ونفتح لهم الأبواب والنوافذ، ليعودوا إلى أحضان الوطن.. أقول ذلك دون أن أذكر أسماء بعينها.. أو اتجاهات معينة.. حتى لو كان هدفنا هذا مرحلياً.. وأن نضع تصرفاتهم تحت العيون.

وتذكروا جميعاً أن أوضاعنا الاقتصادية الآن تقتضى هذا السلوك منا جميعاً.. مسؤولين.. وشعبيين.. أقول ذلك وأنا أعلم أن في النفوس الكثير، نفوسنا نحن، ونفوس كل الثوار.. وكذلك نفوس من أتحدث عنهم الآن.

■ ■ افتحوا النوافذ.. ولكن لا تغلقوا عيونكم، افتحوا أبصاركم.. دون أن تنسوا بصيرتكم.. وتعالوا نتصالح من أجل أن ننقذ ما يمكن إنقاذه.. قبل أن يأتى الطوفان، أقصد قبل أن تتحقق أهداف المتآمرين ضد هذا الوطن.

افتحوا النوافذ.. ولن تخسروا شيئاً.. صدقونى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية