x

عباس الطرابيلي لن نموت.. بدونها! عباس الطرابيلي الجمعة 01-04-2016 21:19


أثق تماماً أن أغلبية الشعب مع أى قرار للحد من الاستيراد.. فهل تخشى الحكومة الأقلية، نقصد مافيا الاستيراد، وبالذات استيراد السلع الاستفزازية؟!.. وما أكثرها فيما نستورده.. ويا ليتنا نستورد سلع الدرجة الأولى.. بل المؤلم أننا نستورد سلعاً من الدرجة الخامسة، وليس فقط الدرجة الرابعة!! نقول ذلك لأنه لا حل لمواجهة عجز الموازنة إلا بالحد من هذه الواردات.

وأرى أن المهمة الأولى أمام الحكومة هى تشكيل لجنة عليا لفحص قوائم الواردات، ثم الاتفاق على عدة قرارات، أولها إلغاء استيراد عدد من السلع، حتى ولو كانت غير ضرورية.. ومهما كان السبب وهذا الإجراء يجب استمراره لمدة لا تقل عن 5 سنوات.. ولا نتوقف أمام ما يطلق عليه «سلع استفزازية» تشمل الجمبرى الجامبو والسيمون فيميه وأبوفروة وسمك السالمون الطازج الفاخر.. وحتى طعام القطط والكلاب.. فهذه كلها فاتورتها ليست كما يعتقد البعض.

ثم قائمة ثانية نلغى فيها نصف ما نستورده منها.. وهذه قائمة طويلة.. ومتعددة، بعضها غذائى.. وأكثرها لا ضرر لو منعنا استيراده وليس فقط إلغاء نصف ما نستورده منها، أما القائمة الثالثة فهى موسمية، مثل ما نستورده للاستهلاك فى شهر رمضان من ياميش وقمر الدين ولوز وبندق وعين جمل وكاجو.. وقد سبق أن اتخذ جمال عبدالناصر قراراً بمنع استيرادها منذ منتصف الخمسينيات، حتى إن جيلاً كاملاً عاش دون أن يعرف أو يذوق هذه الأشياء.. واكتفى كل المصريين أيامها بالبلح الجاف الصعيدى والنوبى.. ومن إنتاج الواحات، وخلال هذه الفترة حاولنا إنتاج قمر الدين من المشمش المصرى.. وكذلك تحويل كمية من العنب المصرى إلى زبيب.. فلماذا لا نجرب ذلك الآن؟! وهل لا يجوز الصيام إلا إذا أكلنا الزبيب التركى والإيرانى والقراصيا الأمريكى والكاجو الهندى.. وماله الفول السودانى «بقشر.. ومن غير قشر!!» أم أن الله سبحانه لن يتقبل صيامنا؟! نقول ذلك لأنه رغم إجراءات البنك المركزى المصرى فإن سعر الدولار يقفز وتخطى العشرة جنيهات، والسبب استيرادنا مستلزمات شهر رمضان، الذى حولناه من شهر للصيام إلى شهر للطعام.

إن المصريين لن يموتوا جوعاً إذا منعنا استيراد التفاح الأمريكى أو الإيطالى، ومنعنا استيراد الموز من جمهوريات أمريكا اللاتينية، أو حتى الثوم الصينى، الذى قتل زراعة الثوم المصرى، الذى كان يزين بلكوناتنا - وموسمه الآن - وهل يحمل لنا الكيوى الأصلى من نيوزيلندا.. وكيوى المزارع الإيطالية.. هل يحمل لنا أكسير الحياة؟!.. وماله الليمون المصرى البلدى البنزهير المشهور؟!

إننا لو راجعنا قوائم الواردات سنرى العجب العجاب.. وسوف نسمع عن سلع أكثر استفزازاً مما نعرف، وأرى أن يكون وزير المالية هو رئيس لجنة فحص قوائم الواردات، لأنه الأكثر معرفة وإدراكاً بالوضع المالى.. وهو الذى يتلقى الطعنات من زملائه الوزراء، لأنه لا يلبى ما يطلبون، ومن الإعلام - غير الفاهم - لكارثة أوضاعنا المالية.

نفعل ذلك بهدف واضح، هو تخفيض فاتورة الواردات إلى النصف، لأننا بذلك نوفر 40 مليار دولار سنوياً فى المرحلة الأولى.. ونحن بذلك نشجع الإنتاج المصرى، فتزيد صادراتنا منه من ناحية، ونوفر ما ندفعه ثمناً لهذه الواردات.. أى هناك هدف مشترك وفائدة عظمى لنا.. نحن كل المصريين.

ولو حققنا ذلك فإن الشعب سوف يساهم فى حملة إنقاذ الاقتصاد القومى، بل يجعله ذلك يتقبل أى إجراءات أخرى سوف تمس حتماً ما تخصصه الدولة لدعم أسعار كثير من السلع الحيوية مثل مياه الشرب والكهرباء.. إلى ثمن الشقة الشعبية التى يحلم بها كل مصرى شريف.

■ إن خطة متكاملة كهذه فيها الإنقاذ الحقيقى لأوضاع مصر.. ونغلق الباب أمام مافيا الاستيراد، التى تجرى وراء الدولارات فى الداخل والخارج.. وفيها سهولة إقناع الناس بأى خطط للتقشف الحتمى.. ودون ذلك لا أمل فى الإنقاذ.. ولا أمل حتى ولو جئنا بأكبر خبراء العالم للإنقاذ.

بشرط أن يتم ذلك خلال فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية