x

طارق الشناوي «شقلباظ» على مائدة الرئيس! طارق الشناوي الإثنين 28-03-2016 21:45


في لقاء الرئيس السيسى مع عدد من المثقفين قال إن مبارك جاب مصر الأرض في سنوات حكمه منذ منتصف التسعينيات، رأيى الشخصى أن مبارك جاب مصر لسابع أرض، ولو كانت هناك ثامنة لأوصلنا إليها. ولكن ليس هذا هو موضوعنا، تابعوا معى، هل تأملتم صور مثقفينا وحالة (الازبهلال) التي علت وجوههم الميمونة، أعنى بالذكر تحديدا 6 مثقفين يشكلون 25% ممن حضروا لقاء السيسى، هؤلاء المزبهلون كان ينبغى إما أن يدافعوا عن مبارك أو يعتذروا- وهو أضعف الإيمان- عن استكمال الحوار، هؤلاء هم الذين كانوا مع مبارك يوم 1أكتوبر 2010 قبل إجباره على التنحى بأقل من أربعة أشهر، عندما اجتمع مع المثقفين وتبارى الستة وقتها بالصوت والصورة تارة و(بالشقلباظ) تارة، في الإشادة به وبذكائه وألمعيته وخفة ظله وصحته اللى زى البمب، كان هذا هو سر اللقاء مع مبارك، وهو أن تصل الرسالة عن طريق الستة الكبار، إلى الشعب عن طريق الفضائيات بعد أن تحولوا إلى (راكور) ثابت في حضرة كل الرؤساء، المبشرون بالجلوس مع الرؤساء يعلمون دائما أن هناك هدفا للقيادة السياسية لدعوتهم إلى مائدة الرئيس، هذه المرة كان المطلوب توصيله للشعب هو أن الرئيس السيسى برغم تركيبته العسكرية الصارمة بالضرورة فهو مرن في تقبل الآراء المعارضة له (قال يعنى الستة بيعارضوا)، كما أن الحمل الذي يحمله الرئيس ثقيلا ويريدنا كمثقفين أن نشاركه في الشيلة، وهو ما برعوا في توصيله للرأى العام، ولديكم مثلا كاتبنا الذي لا يشق له غبار يوسف القعيد الذي يتمتع بذكاء ودهاء الفلاح المصرى ومهما حقق من شهرة لايزال يبدو لى في ملامح الفلاح اللابد في الذرة الذي ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض للحصول على الغنيمة وهكذا يفهم الرسالة وهى طايرة ويوصلها وعلى بلاطة، الرئيس يتحلى بـ(صبر أيوب)، هكذا وصف السيسى تخيلوا أن نفس التوصيف أطلقه على مبارك في أكتوبر 2010 (صبر أيوب) برافو يا عم يوسف إنك قرأت كعادتك (الفولة)، الرئيس دائما يصبر علينا ويتحمل بلاوينا.

قبل 25 يناير عندما كان مبارك متهماً بأنه لم يعد قادراً على التركيز كتب القعيد في مقاله الذي نشرة مباشرة بعد لقائه به، أنه كان يتذكر كل شىء بالتفصيل والأرقام، مرة واحدة فقط، عندما أراد أن يتأكد من عدد الكنائس التي بنيت في عهده فأطل بسرعة على الرقم من ورقة أمامه فيما عدا ذلك الذاكرة حديد، والشعر أسود بلا صبغة.

اللقاء مع مبارك ليس بعيدا، كما أنه في عصر التوثيق تستطيع أن تعثر عليه ببساطة على (جوجل)، وآراء كتابنا الستة لا يمكن محوها، كانت مصر تغلى بالغضب، والكل يرى سيناريو التوريث كيف يجرى بسرعة الفيمتو ثانية، والرجل الكبير مغيب تماما، ومن يحكم مصر هم سوزان وجمال وزكريا عزمى، ولكن كتابنا الكبار يؤكدون أن الصحة عال العال، المكافأة التي تنتظرهم هي صورة بجوار الرئيس التي تعنى رسالة واضحة للرأى العام، أننا داخل النظام نتمتع بحمايته، وهكذا مثلا يواصل القعيد قبل يومين في الأخبار في مقال نشره بعنوان (هل تغير الرئيس)، دهاؤه في نفاق وتملق الرؤساء وبعد أن يسأل هل تغير؟ تأتى الإجابة أن كل البشر يتغيرون، ياعينى جاب التايهة، إلا أن الرئيس لم يتغير، الثوابت كما هي، بعض المتغيرات غير الجوهرية يعنى مثلا ربما كان يشرب في الماضى الينسون فصار يشرب القهوة أو الكابيتشينو، هذا هو نموذج المثقف (المبستر) الذي تريده الدولة، لا يهش ولا ينش ولهذا تغدق عليه دائما بالنفحات مثل التعيين في مجلس الشعب وفى النهاية من حقها أن تقول للمثقفين جبنا واحد منكم.

خذ عندك مثلا المخضرم صلاح عيسى الذي كتب بعد لقاء مبارك في الأهرام مقال بعنوان (حوار ثقافى فريد) ولم يكتف بهذا القدر من الثناء على ذاكرة وألمعية مبارك ولكنه ذهب مباشرة للتليفزيون، وهو يكرر يا منى يقصد منى الشاذلى في برنامجها الذي كان يحظى وقتها بالمركز الأول في كثافة المشاهدة (العاشرة مساء)، يا منى الرئيس متواضع، يا منى الرئيس دمه خفيف، يا منى الرئيس أجلسنا في صالون متواضع أمى عندها واحد أحسن منه في البلد، يا منى أكواب الشاى التي يقدمها لنا الرئيس من النوع الرخيص اللى الستة منه بخمسة جنيه، وكأن الشارع لا يغلى بينما هم يشربون مع مبارك الشاى أبوفتلة، ولديكم سيد ياسين الحاضر بقوة أيضا في مثل هذه المناسبات يكتب أيضا بعد لقاء مبارك (حوار ثقافى فريد) وكالعادة ينتهى إلى أن الرئيس حاضر البديهة وابن نكتة وقلبه لا ينبض إلا بحب مصر، وفى نفس الإطار يكتب حجازى بعد لقاء مبارك (الوحدة الوطنية اتفاق وإجماع). بينما يظل الأستاذ في تلك المنظومة هو العتويل جابر عصفور الشهير بـ «عصفور» رجل كل العصور، أراه هو الأقوى بين الستة، فهو الذي شاهدناه بعد الثورة أقصد 25 يناير وهو يهرول في خفة ورشاقة العصفور لتوجيه التحية لمبارك بعد أن حقق أمله فصار وزيرا للثقافة في آخر حكومة لإنقاذ مبارك، متجاهلا دماء الثوار التي كانت تسيل في الميادين، وعندما تأكد أن مبارك سيغادر العرش لا محالة تقدم باستقالته مشيرا إلى أنها لأسباب صحية، وهكذا تشعبط في السفينة بكل عنفوان عندما اعتقد أن الثورة لن تصمد طويلا فأراد أن يثبت للسلطة السياسية أنه جاهز دائما لتولى مسؤولية الثقافة، ثم كانت القفزة الأهم عندما قرر أن ينفد بجلده عندما أيقن أن السفينة غارقة لا محالة، فاستقال من الوزارة، وكانت المفاجأة الكبرى أن يتولى حقيبة الثقافة في زمن السيسى، المفاجأة الأكبر أن المثقفين رحبوا به باستثناء اثنين فقط هما الكاتبة الكبيرة عبلة الروينى وكاتب هذه السطور، بينما الأغلبية وكأنهم ينتظرون النفحات التي تعودوا عليها من الدولة، وعصفور يعلم بالضبط كيف يدخلهم للحظيرة فلقد كان على مدى 25 عاما هو ذراع فاروق حسنى لتدجين المثقفين.

إنهم المجموعة التي تدفع بها الدولة، المثقف أبو(ورق سوليفان) الذي يعرف بالضبط ما الذي من الممكن أن يقوله في حضرة الرئيس وما الذي من الممكن أن يحتفظ به لنفسه، ولهذا مثلا كان إبراهيم عبدالمجيد هو الصوت الذي طالب بالإفراج عن شاب (التى شيرت) صاحب عبارة (وطن بلا تعذيب)، ولو لا أن الرئيس طالب بالإفراج عنه ما كان من الممكن أن تتحرك الدولة، ربما كان اسما إبراهيم عبدالمجيد ومحمد المخزنجى هما ما ينطبق عليهما تعبير خارج الصندوق، الذين لا تشعر الدولة باطمئنان كامل إليهما، وترشحهما فقط لتغيير العتبة، الأول أكثر اقتحاما ولهذا انتزع الكلمة، الثانى كما نعرفه خجول إلى درجة الهمس فلم تمنح له الكلمة وهو غير قادر على الدفاع الشرعى عن حقه، فلم يجد سوى أن يكتب على صفحات (المصرى اليوم) أنه لن يحضر مجددا اجتماعات الرئيس، ويبقى سؤال، طالما أن النظام منحاز بهذه الدرجة إلى الكاتبة الكبيرة لميس جابر، التي ترى أن ثورة يناير مؤامرة بينما الرئيس في كل أحاديثه لا يكف عن إعلان نقائها وحتميتها وهو بدعوته للميس التي عينها أيضا في مجلس الشعب، يؤكد أن الجميع من حقهم الجلوس إلى المائدة معه، فلماذا لا تتسع رؤية الرئيس لمن يؤيدون ثورتى 25 و30 ولكن لهم ملاحظات على أداء الرئيس، هل فكر أحد في سؤال الرئيس على المائدة، أن يضم لمجلسه كل الأطياف السياسية، أسماء مثل علاء الأسوانى وبلال فضل وباسم يوسف وعمرو حمزاوى وغيرهم، من صالح السلطة أن تتسع المائدة لكل الاتجاهات، وبينهم الستة المتخصصون في (الشقلباظ) ليس لدى أي اعتراض أن يواصلوا الشقلبة في الاجتماع القادم على شرط أن تتسع الدائرة لمن يرفضون الشقلبة!!.

(خارج النص)

■ في ذكرى أحمد زكى سألنى المذيع لدينا ثلاثة ممثلين كل منهم فيه شىء من أحمد زكى وذكر أسماء كل من محمود عبدالمغنى وعمرو سعد ومحمد رمضان، فمن الذي سيصل إلى مرتبة الألفة؟ قلت أحمد زكى يمتاز بشيئين أولا تمكنه من امتلاك المرونة في الأداء، وثانياً قدرته على الجذب الجماهيرى عبدالمغنى تعوزه أو لا ويفتقد تماما ثانيا، وعمرو يمتلك أولا ويفتقد بنسبة كبيرة ثانيا، بينما محمد رمضان والذى يصغر عبدالمغنى وعمرو بنحو خمسة عشر عاما يمتلك أولا وثانيا، بل إن قدرته على الجذب الجماهيرى تفوق أحمد زكى، والدليل أنه الوحيد الذي يهدد حاليا عرش عادل إمام الرقمى.

■ تمر ذكرى حليم هذه الأيام لنكتشف أن المحامى الراحل الذي كان يقول إنه صديقه الأقرب كان يبيع في كل ذكرى أغنية مجهولة له ليتكسب منها رغم أن حليم كان لا يريد لهذه الأغنيات التداول، بينما صديقه الآخر لا يزال يبيع مقالات وأحاديث تؤكد أن صديقه الموعود بالعذاب كان موعودا بالعجز الجنسى، لم يحب عبدالحليم بصدق إلا جمهوره الذي لا يزال يذهب في كل ذكرى إلى قبره ليقرأ له الفاتحة.

■ يارب يخليكى يا أمى لا تزال تعيش معى بصوت وعود عبدالوهاب، غابت أمى قبل عيد الأم بثلاثة أشهر ولا أزال أردد (يارب يخليكى يا أمى)!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية