x

نصار عبد الله صلاح منتصر ومصادره نصار عبد الله السبت 26-03-2016 21:43


تابعت باستمتاع شديد سلسلة المقالات التى ظل الأستاذ صلاح منتصر يكتبها على مدى سبعة شهور أو ما يزيد قليلا، والتى نشر أولى حلقاتها فى «المصرى اليوم» بتاريخ 11/8/2015 بعنوان: «فاروق الذى ظلمنا وظلمناه»، ويبدو (كما ذكرت فى مقال سابق) أنه بعد كتابته لهذا العنوان، قد التفت إلى أن فاروق لم يظلم (بفتح الياء، ولم يظلم بضمها) منا نحن وحدنا، ولكنه قد ظلم وظلم أيضا من كثيرين غيرنا، ومن ثم فلعله رأى أن العنوان الأدق فى تصوير الحقيقة ينبغى أن يكون: «فاروق ظالما ومظلوما»: وهو العنوان الذى استقر عليه بالفعل حتى الحلقة الأخيرة المنشورة فى 15/ 3/ 2016، والتى أعقبها بحلقة خاصة أورد فيها ما اعتمد عليه من المصادر. ولقد استوقفنى لدى ذكره لمصادره أنه قد غاب عنها كثير من المؤلفات التى يمكن أن نصفها بأنها المراجع العمد فى موضوع كهذا، وعلى رأس تلك العمد فيما أتصور يجىء ما كتبته الدكتورة لطيفة سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، والتى اعتمد الأستاذ منتصر على كتاب واحد فقط مما كتبت هو كتاب: (فاروق الأول وعرش مصر.. بزوغ واعد وأفول حزين)، رغم أنها قد كتبت ثلاثة كتب تجمع فى آن واحد بين الدقة الأكاديمية وجاذبية العرض.. هذه الكتب هى بالإضافة إلى الكتاب سالف الذكر: فاروق وسقوط الملكية فى مصر (1936-1952) ــ فـاروق من الميـلاد إلى الرحيـل (1920- 1965) ــ بالإضافة إلى عدد من المقالات التى نشرتها سيادتها فى عدد من المجلات المتخصصة وغير المتخصصة، وعندما أصف مثل تلك الأعمال بأن كلا منها مرجع عمدة فى مجاله، فإن هذا لا يرجع أساسا إلى غزارة مادتها أو إلى مدى إحاطتها وشمولها، فقد يكون بين المصادر التى اعتمد عليها الأستاذ صلاح منتصر ما يفوقها فى الغزارة والإحاطة بالكثير من التفاصيل والملابسات التى لم تتعرض لها الأستاذة الدكتورة، ولكنها كذلك لسببين أساسيين أولهما ما تتسم به من أمانة ودقة أكاديمية تضفى عليها درجة عالية من المصداقية، وثانيهما هو ما تتسم به مثل تلك المؤلفات من الوعى العميق بما هو أساس وما هو عارض من العوامل المؤثرة فى مسيرة الملك فاروق والمحددة فى نهاية المطاف لمصيره، ويتضح ذلك إذا نظرنا إلى قائمة المصادر التى أوردها الأستاذ منتصر والتى أتيح لى لحسن الحظ أن أقرأ معظمها، والتى يمكن أن نقسمها (إذا ما استثنينا ما دونه الرافعى) إلى فئتين: أولاهما شديدة الانحياز للملك فاروق مستميتة فى الدفاع عنه وتتمثل فيما كتبته شخصيات ارتبطت أسماؤها باسمه (سكرتيره الخاص ـ حارسه الخاص ـ مستشاره الصحفى...)، وبعض تلك الشخصيات قد وجهت إليها بالفعل اتهامات بالفساد، وبالتالى فإن دفاعهم عنه ما هو فى حقيقة الأمر إلا دفاع عن أنفسهم وينبغى أن ننظر إليه من ثم فى هذا الإطار، وأما الفئة الثانية فهى أعمال معادية له متحاملة لسبب أو لآخر عليه، وفى كلتا الحالتين نجد أنفسنا إزاء أعمال يغيب عنها التناول الموضوعى المنصف الذى يتسم به القليل فقط مما رجع إليه الأستاذ صلاح منتصر، ومن بين هذا القليل كتاب الدكتورة لطيفة، سالف الذكر، الذى انتقاه الأستاذ صلاح من بين مؤلفاتها وحده دون سواه (لا أدرى لماذا).. وحتى الشهادات الحية التى اعتمد عليها سيادته، غابت عنها شهادة شديدة العمق والموضوعية (بالقدر الذى يسمح به تناول موضوع كهذا)، وأعنى بها شهادة خالد محيى الدين، التى أوردها فى كتابه الرائع: «الآن أتكلم».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية