x

معركة التوريث تبدأ مبكرا فى تونس... والمعارضة تجمع توقيعات على عريضة «لا للتمديد.. لا للتوريث»

الثلاثاء 17-08-2010 00:41 | كتب: نفيسة الصباغ |
تصوير : رويترز

تصاعد الخلاف حول استمرار الرئيس التونسى زين العابدين بن على فى السلطة، فبينما طالبه البعض بالبقاء فى الرئاسة، أطلق عدد من النشطاء المعارضين والحقوقيين دعوة للتوقيع على عريضة ترفض التمديد والتوريث وجاء فى نص العريضة: «نحن التونسيون من كل التوجهات السياسية والإيديولوجية والفكرية، ومن كل جهات البلاد، ومن داخل الوطن وخارجه، نعلن رفضنا المطلق لأى محاولة لتحوير الدستور من أجل تمكين زين العابدين بن على من التقدم للانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن ثمة لمواصلة الحكم فى إطار حكم مؤبد أشبه ما يكون بملكية مقنعة. كما نعلن رفضنا القطعى، غير القابل للنقاش أو التفاوض، لأى مسعى لتوريث الحكم لأى شخص من محيط الرئيس الحالى الأسرى، كزوجته أو أحد أصهاره، أو من إحدى الدوائر المتنفذة المحيطة به. ونعلن، مسبقا، عدم اعترافنا بأى خطوة تصب فى أحد هذين التوجهين، التمديد أو التوريث، المخالفين لأبسط قواعد الديمقراطية والمنتهكين لكرامة التونسيين ولحقهم فى اختيار من يحكمهم».

ومن جانبه، قال المواطن التونسى عز الدين بوغانمى فى رسالة مفتوحة للرئيس التونسى: «رمضانكم مبارك وبعد، سيدى الرئيس. لقد ناشدكم عشرات الشخصيات التونسية بينها فنانون ورياضيون وصحفيون للترشح لولاية رئاسية سادسة لسنة 2014. ومن منطلق إيمانى الرّاسخ بمحتوى بيانكم التّاريخى بمناسبة تغيير الـحكم فى تونس فى 7 نوفمبر 1987 أنّه (لا مجال فى عصرنا لرئاسة مدى الحياة ولا لخلافة آلية لا دخل فيها للشعب)، أدعوكم إلى احترام تعهّدكم التاريخى مذكّرا إيّاكم أنّ احترام أغلبية الشّعب لكم مقترن بمدى التزامكم بما ورد فى نصّ بيانكم منذ اثنين وعشرين سنة».

وأضاف فى الرسالة مخاطبا بن على «أدعوكم إلى عدم الاستجابة إلى هذه المناشدة/ المهزلة، التى تنال من شخصكم ومن سمعة البلد» و«تتعارض مع أحكام الدستور التونسى».

وجاءت العريضة بعد دعوة أصدرتها اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستورى الحاكم فى تونس تطالب من خلالها الرئيس بـ«مواصلة قيادة البلاد فى المرحلة المقبلة»، فى إشارة صريحة للاستمرار فى رئاسة البلاد بعد انتهاء ولايته الأخيرة دستوريا وقانونيا بعد 4 سنوات من الآن.

ويخشى المعارضون أن يستمر بن على فى الحكم أو يتركه لأحد أقاربه. ويرى البعض أن الدعوة، بمثابة «بالون الاختبار»، حيث فاجأ الخبر أغلب المتابعين لحدوثه دون مقدّمات، أثناء العطلة الصيفيّة وفى ظل فراغ سياسى كبير، وبسبب تبكيره الشديد، حيث جاء قبل 4 سنوات كاملة من نهاية ولاية بن على وموعد الانتخابات الرئاسية. كما أن به الكثير من الجرأة لأن معناه الحتمى تغيير الدستور ليتواءم مع تلك الدعوة، حيث يمضى بن على ولايته الأخيرة وفقا للدستور. ويعتبر المعارضون أن التمديد لـ«بن على» المرة المقبلة، سيكون صعبا أكثر من المرتين السابقتين، بسبب المعارضة المحلية والرفض الدولى، بالإضافة إلى تقدم سن الرئيس وتدهور صحته، وهو ما يشبهونه بنهاية عهد الحبيب بورقيبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية