x

علي والي طلبات الـ20 مليون أسرة وطريقـة تحقيقها علي والي السبت 19-03-2016 21:48


ما هى الطلبات الأساسية لأى أسـرة؟

أن يتوفـر الغـذاء والمسكـن والملبس والعـلاج لجمـيع أفـراد الأسـرة.

كيف يتحـقق ذلك؟ بعمـل الأب، أو الأب والأم، أو بعمل جمـيع أفـراد الأسـرة وتحقيقهـم إيـراداً يستطـيعـون بـه تغطـية طلباتهـم.

نفـس الشـىء بالنسـبة للدولـة، فالـ90 مليـون مواطـن (أو الـ20 مليون أسرة) سيطلبون دائمـا توفـيـر الغـذاء والمسكـن والملبس والعـلاج. ولكـن ما لا نفهمه ولا نستطـيع خـلق نظـام لـه هـو كيف نستطـيع أن نعمـل ونحقق الإيرادات مـن أجـل تغطيـة هذه المصـروفات كما تحقق الأسرة إيرادات للصرف على مصاريفها المختلفة؟

مصروفات الحكومة المصرية حالياً 800 مليار جنيه سنوياً، أى 3.400 جنيه شهرياً متوسط لكل أسرة، بينما تحقق الحكومة 500 مليار جنيه إيرادات سنوية، أى 2.100 جنيه شهرياً متوسط لكل أسرة. هذا معناه أن العجز الشهرى هو 1.300 جنيه.. فكيف يمكن أن تنجح الحكومة فى تغطية طلبات الـ20 مليون أسرة مصرية؟ يوجد حل من اثنين: زيادة الإيرادات أو تقليل المصروفات. بما أن حكومة مصر تحقق القليل بالمقارنة بتركيا وكوريا وماليزيا ودول أخرى، فعلينا بالعمل على زيادة الإيرادات.. كيف؟

أولاً: وضع الخطـة الملزمـة للجميع، فكما يقول المثل الأجنبى: «إذا فشلت فى التخطيط فأنت تخـطط للفشـل». والحمـد لله، وضعـنا أخـيرا خطـة 2030 ولكنهـا غـير كـافية، نريـد خطـة 2016، وخطـة 2020، وخطـة 2025، وأهـدافا واضحـة ومشاريع تحـقق هـذه الأهـداف (كم فرصة عمل، كم ناتجا قوميا إضافيا لكل مشروع)، وتتم المتابعة أسبوعياً كما تفعل ماليزيا.

ثانيـا: لابـد أن نفهـم أنه إذا أردنا أن نعمـل ونـرفع مسـتوى معيشـة الـ90 مليـون مواطـن فلا توجـد وسيلـة غير التركـيز علـى الصناعـة. لماذا؟ لأنها أسرع وسيلة لتنمية إيرادات الحكومة التى بها تستطيع الدولة الصرف على أولادها (الـ20 مليون أسرة) فى الأكل والملبس والتعليم والصحة والبنية التحتية والمواصلات.

نحـن ننتـج 45 مليـار دولار صناعـة سـنويا مـن 286 مليـار دولار إجمـالى الناتـج القـومـى، ونحـتاج لتنمـية هـذا الرقـم إلـى 250 مليـار دولار علـى الأقـل (تقـريبا مثل المكسيك، أو مـثل 7% مـن صناعة الصـين). لنفعـل ذلك فـى 10 سـنوات نحـتاج أن نحـقق زيادة ضعفـى مـا نصنع فـى المناطق الصناعـية بـ6 أكـتوبر والعاشـر مـن رمضـان سـنويا. نعـم سنويا!!

هـذا يحتاج فهـما جـيدا جـدا.. مـاذا نريد أن نفعـل، وكـيف نحـقق ونضع أهـدافا واضحـة وسهـلة، ونجـذب الكثير مـن الكفاءات للتنفـيذ؟!

هـذا هـو الحـل الوحـيد لكى تستطـيع الـ20 مليون أسـرة تلبيـة طلباتهـا مـن الأكـل والشـرب والمسكن والتعلـيم والصحـة.. وغير ذلك.

مـن يفكـر أن أى قطـاع آخـر يستطـيع تلبيـة طلبـات الـ20 مليون أسرة فهـو يعـيش فـى عالـم ثانٍ.

ولكـى نستطـيع تطـوير الصناعـة علينا بأربع:

- وضع هـدف واضـح، وقياسـه أسبوعـيا وشهـريا وسـنويا.

- العمـل بشكل أسـرع مـن الدول المنافسـة لتحسـين ترتيبنـا فـى مؤشـر سهـولة أداء الاستثمـار الذى نتربع فـيه علـى المـركز الـ131 مـن 189 دولة.

- وضع حوافز كثيرة جـدا تقدر بـ30 مليار جنيـه سـنويا لجعـل مصـر أكـثر ربحـية مـن الدول المنافسة.. بدون حوافز، استحالة أن نفكـر فـى المنافسـة فـى العديد مـن القطاعات الصناعـية.

- الإعلان والتسويق لمصـر برحـلات ترويجية وبفتـح مكـاتب لهيئـة الاستثمـار فـى أكـبر 10 دول صناعـية، كمـا تفعـل المكـسيك وسنغـافورة وغـيرهما.

لكـى ننجـح فـى ذلك لابـد مـن توافـر الميزانيات اللازمـة فـى كـل وزارة لتعيـين 200- 300 كفــاءة، ولتوافـر الميزانيـات للحـوافز والبنيـة التحـتية للمناطـق الصناعـية. وعلى الكفـاءات حسـاب التكلفـة والعـائد مـن إيرادات ضريبيـة وإقنـاع الرئيس السـيسى بأن العـائد سيكـون أكـثر مـن 12.5%، العـائد الحالى لشهـادات بنك مصــر.

فعلينا أن نبـدأ، وعلينـا أن نحـسب.

الوزير لوحده مش كفاية. فهو لن ينجح فى لعب المباراة وحيداً، وسيفشل كما فشل العديد من الوزراء. الوزير يحتاج أسطولاً من الكفاءات معه، والوزير الذى لا يقول ولا يكرر هذه المعلومة لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية حتى يقتنعا تماماً بذلك لا يستحق أن يكون عضواً فى مجلس الوزراء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية