تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذكرى السنوية الرابعة لتنيح البابا شنودة الثالث، الخميس، بدير الأنبا بيشوي، في صحراء وادي النطرون بمحافظة البحيرة بمشاركة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ورهبان الدير، وآلاف من الأقباط من مختلف المحافظات.
وأكدت قيادات قبطية في الإسكندرية أنهم لم ينسوا البابا طوال حياتهم، خاصة أن له مقولات راسخة في أذهان وعقول المصريين مسلمين ومسيحيين حتى الآن.
وقال محسن جورج، عضو المجلس القبطى الملى التابع لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، إن ذكرى البابا شنودة الثالث تمثل عيداً للأقباط في جميع ربوع البلاد، مشيراً إلى أن البابا شنودة هو أحد البطاركة الثلاثة الذين أمضوا أكبر فترة على الكرسى البابوي، حيث جلس على الكرسى قرابة 43 سنة، وكان عصره يمتاز بانتشار للكنيسة القبطية على مستوى العالم، خاصة في بلاد المهجر، فضلاً عن قيامه برسامة عدد كبير من الأساقفة والكهنة لم يسبق لأى بابا رسامتهم من قبل.
وأضاف «جورج» – في تصريحات لـ«المصرى اليوم» – أن الله يرسل الأشخاص المناسبين في الأوقات المناسبة، والبابا شنودة كان رباناً عظيماً وقائداً حكيماً للكنيسة القبطية المصرية، ويكفيه مقولته الشهيرة التي تدرس عبر الأجيال وهى أن «مصر وطن يعيش فينا وليس وطنًا نعيش فيه».
وأوضح أن الأقباط يحرصون على الاحتفال بعيد نياحة البابا شنودة الثالث، لكونه أحد أهم الشخصيات الدينية العالمية التي أثرت بشكل إيجابي في الحياة الكنسية والعامة في مصر والمنطقة العربية، لأنه كان مثالاً للعطاء والوفاء والإخلاص لمصر وللوطن وله مواقفه الوطنية التي لا تنسى مطلقاً حيث يعد الوحيد الذي أطلق عليه لقب «بابا العرب» لدفاعه عن القضية الفلسطينية ورفضه الذهاب للقدس إلا بعد تحريرها وهو موقف أصر عليه إلى آخر يوم في حياته.
وقال كريم كمال، مؤسس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إن الأقباط في الذكرى الرابعة لوفاة البابا شنودة الثالث يتذكرون العالم والمعلم الذي ترك تأثيرًا عميقًا ليس على مستوى الكنيسة القبطية في مصر فقط، بل على مستوى الكنائس العالمية المختلفة وعلى المستوى الدولي.
وأضاف «كمال» – في تصريحات لـ«المصرى اليوم» – أن ما يميز الراحل البابا شنودة الثالث بجانب علمه الغزير «الكاريزما» الكبيرة التي كان يتمتع بها، والتي جعلت منه أحد أهم القادة المؤثرين في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين على المستوى الديني والشعبي، ورغم المنصب الرفيع الذي كان يتقلده البابا الراحل لمدة تزيد على 4 عقود إلا أنه تميز بالبساطة الشديدة وحب الفقراء، حيث ألغى مصطلح الفقراء من الكنيسة وأطلق عليهم أخوة الرب، وعلى المستوى الوطني كان البابا شنودة عاشقًا حقيقيًا لمصر.
وأشار «كمال» إلى أن «شنودة كان بابا استثنائيا في تاريخ الكنيسة، نظرا لتأثيره الشديد على ملايين المصرين، وكلنا نتذكر عظته الأسبوعية يوم الأربعاء وهي تمتلئ بالآلاف»، مستطرداً: «سيظل البابا شنودة علامة فارقة وبارزة في تاريخ مصر والمنطقة العربية وفي تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية» .
وقال جوزيف ملاك، زميل المفوضية السامية لحقوق الأقليات بالأمم المتحدة، إن البابا شنودة الثالث كان رمزاً مصرياً لا ينسى وسوف تتذكره الأجيال مهما توالت، فكم من المواقف الوطنية التي اتخذها أثناء حياته وتدل على عمق وطنيته وحبه لمصر، فقد قال في أحد أشعاره (يا مصر جعلتك في مهجتي.. وأهواك يا مصر عمق الهوى).
وأشار «ملاك» إلى أن البابا شنودة يستحق أن يوصف بأنه أقوى بطاركة الكنيسة، فقد بكى عليه الملايين، مطالبًا الدولة بتكريم اسمه لما حققه من إنجازات دعمت الوحدة الوطنية ولحب المصريين له كقيادة دينية وطنية دافعت عن مصر.