x

محمد أمين مصر 2017 أولاً! محمد أمين الأحد 13-03-2016 21:38


هناك 3 مدارس فى الإدارة والحكم: الأولى تعتمد على ربط الأحزمة النهارده، علشان ترتاح بكرة، ولها ظروفها طبعاً، ومن أنصارها أب يبنى «عمارة» بتحويشة العمر، لكن أولاده يتحملون معه.. أما المدرسة الثانية فشعارها «احيينى النهارده وموّتنى بكرة» وتعيش يوماً بيوم.. والمدرسة الثالثة بطلها أب يضع أساس العمارة، ويشترى فستاناً لزوجته، وملابس لأولاده، ويأخذهم للسينما، ويشترى كيلو كباب للعشاء!

لا أشكك بالمرة فى حسن نوايا الرئيس لإعادة بناء مصر.. وقد ظهر ذلك جلياً فى رؤية 2030.. فهى تستهدف بناء ناطحة سحاب بحيث يجد كل شاب مسكنه المناسب، ووظيفته التى يحلم بها، ويرتفع معدل النمو إلى 12%.. وهى مدرسة محترمة بالطبع فى الظروف المستقرة.. أما بعد الثورات والاضطرابات فمهم أن تكون هناك حلول رخيصة وعاجلة، كما قال الوزير سمير رضوان أمس للزميلة رانيا بدوى!

فلا خلاف على حالة الحصار التى تشهدها مصر اقتصادياً وسياحياً، ولا خلاف على حالة القلق أيضاً.. هذا القلق تزايد جداً بعد الارتفاع الجنونى للدولار، ليكسر حاجز العشرة جنيهات.. وهذه الصورة جعلت الكل يصرخ، ويسأل السؤال الدائم: على فين؟.. شخصياً كنت واحداً من هؤلاء الخائفين.. فما بالك بالبسطاء؟.. هذا الإحساس بالخوف جعلنا نتساءل: هل هناك خطة عاجلة لإنقاذ الاقتصاد، بجوار الخطط الآجلة؟!

ومن هنا أقول: نريد رؤية مصر 2017 أولاً.. فللأسف يتصور الناس خطأ أن الدولة تبيع لهم الوهم.. ومع قناعتى الشديدة بأن الرئيس يريد أن يأتى بحتة من السماء، إلا أن الناس لن تصبر 14 سنة حتى يأتى الرخاء.. تجاربنا الماضية تؤكد أننا وقعنا ضحية، فلن ينتظر الأولاد 14 سنة حتى نبنى العمارة.. هم يريدون ملابس جديدة ولقمة طرية.. أمهم تريد فستاناً وتريد أن تذهب إلى السينما، لتشعر أنها «عايشة»!

أكرر.. فى عصر التحولات الكبرى، من المهم أن نتبع نظرية «الإصلاح السريع» كما قال سمير رضوان وزير مالية الثورة.. أعرف أنك قد تضطر لاتخاذ قرارات لا تريدها، كما فعل سمير رضوان نفسه تحت ضغط الميدان.. لكن على الأقل ينبغى أن يكون هناك توازن بين المدرسة القديمة بتاعة المشروعات الكبرى، وبين مدرسة الفنطزية والسينما و«عشوة الكباب».. الناس «تعبت» لذلك تنتظر بفارغ الصبر!

لا يعنى هذا أبداً أن نردم على رؤية مصر 2030.. ليس هذا ما نريده، لكن على الأقل نقرأ الواقع.. هناك من يقول «احيينا النهارده قبل بناء العاصمة الجديدة».. وهناك من يقول الخطة العاجلة قبل طويلة الأجل.. ومعناها أن الحالة «ج».. ولذلك وجهت رسائل زاعقة على مدى أيام هدفها «المراجعة».. لا لكى نوقف المشروعات الكبرى، ولكن لكى تكون هناك مشروعات صغيرة موازية تنعش الناس والاقتصاد!

مرة أخرى أقول: كبّر عزوتك يا ريس.. مهم أن يكون بجوارك مئات الخبرات.. مصر لا تنهض إلا بالشراكة المجتمعية، ولا تنمو إلا بتحويلها إلى خلية نحل.. المشروعات الصغيرة هى الحل.. راجع من فضلك تجربة نمور آسيا.. ستضرب عصفورين بحجر واحد.. البطالة والدولار.. وقد يرجع الأخير إلى خمسة جنيهات!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية