وللأسف، فإن من الإعلام الآن ما يدق طبول «تسخين» الناس والتمهيد للقلاقل.. وربما الثورات.. ولكن هذا الإعلام يقدم الحقيقة.. حتى وإن كان يدغدغ حواس البسطاء.. رغم أن هذا الإعلام يجب أن يساعد الدولة فيما هى مقدمة عليه.. على الأقل بأن يشرح للناس «الفقر الشديد» الذى تعانيه الحكومة، وما الحكومة إلا مجموعة أسر وعائلات هذا الشعب.
ثم أيضاً قد تنال الإجراءات المؤلمة التى تراها الحكومة قاسية، قد تنال الفئات المتوسطة - وسوف تنالهم بكل تأكيد - ولكن علينا أن نرى أن هذه الفئات من أعلى فئات الشعب صوتاً.. وقدرة على العمل، ولا ننسى أنها كانت هى الوقود الأساسى لكل الثورات، وعلى مدى التاريخ.
وربما الخوف من تحركات الفقراء.. وثورات الطبقة المتوسطة وراء خوف السلطة من الإقدام على هذه الإجراءات المؤلمة، التى تراها السلطة ضرورية - وأراها ضرورية من وجهة نظرى - بشرط أن تصاحبها إجراءات حاسمة أخرى تخفف من آثار هذه القرارات، تكون على شكل ضرائب تصاعدية - بل ضرائب حادة أحياناً - لتأخذ من الأغنياء - وشديدى الثراء - لتخفف آثار هذه الإجراءات عن الغلابة.. خصوصاً أن ثورات الغلابة تكون غالباً شديدة الفعل وأحياناً شاذة الحركة.. «ويا روحى.. ما بعدك روح».
ولكن هل يكفى أن نأخذ من الأغنياء لنقلل أثر هذه الإجراءات على الغلابة.. ألم نتوقف - ولو للحظات قليلة - أمام صرخة الرئيس السيسى وهو يقول للوزراء وللمسؤولين: قولوا للناس من أين نأتى بهذه الأموال التى ننفقها على المشروعات التى تنفذها الحكومة.. ولكن من وزرائنا من يلتزم الصمت.. وهم - بهذا الصمت - يساهمون فى إعداد الناس للثورة.. وتلك حقيقة يجب أن نعترف بها.
■ وأقول، وبكل الصدق، إن المستقبل - مع هذه الإجراءات - مشرق.. بل كثير الإشراق.. بشرط أن نتعامل كلنا معاً: حكومة ومحكومين، أقول ذلك، وأنا كاتب معارض، وكل من يقرأ يعرف مواقفى على مدى سنوات عديدة.. وأقول وبكل صراحة أيضاً إن «الدولار» هى آخر معركة يخوضها الإرهاب الداخلى والخارجى ضدنا. والهدف ليس فقط الشعب.. بل الهدف هو إسقاط الدولة نفسها.. فهل نسمح بأن تسقط مصر وأن تصبح مثل ليبيا عن يسارنا.. وغربها تونس.. أو مثل اليمن فى جنوبنا.. أم يكفى أن نرى ما يجرى فى الشقيقة الغالية سوريا.. ولن نتحدث عن العراق.. وكان الله فى عون العراق وشعب العراق.
الدولار آه يمكن أن يتعدى سعره ثمانية جنيهات، ولكنه يجب ألا يصل إلى عشرة جنيهات، لأن ذلك سيؤدى إلى ثورة الشعب، وبالتالى إلى انهيار الدولة، وهذا هو أمل الإرهابيين.
■ وأنتم يا كل المصريين عليكم أن تتحملوا ولو قليلاً.. حتى نعبر هذا الخندق، وإن شاء الله.. الخير قادم لا محالة بعملنا جميعاً.. لخيرنا جميعاً.