حظي الزعيم سعد زغلول بشعبية جارفة، حتى أنه لقب بـ«زعيم الأمة»، كما لقبت زوجته السيدة صفية زغلول بـ«أم المصريين».
والزعيم سعد زغلول من مواليد يوليو عام ١٨٥٩، في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية آنذاك، قبل أن تتبع محافظة كفر الشيخ حالياً، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وتوفي حين كان عمر سعد زغلول 5 سنوات فنشأ يتيماً، والتحق في طفولته بكتاب القرية، ثم هبط إلى القاهرة عام ١٨٧٣، والتحق بالأزهر، وهناك بدأ تأثره بأفكار جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، الذي كان صديقاً له، وكان قد شارك في الثورة العرابية وتعرض للاضطهاد وفصل من عمله، فاشتغل بالمحاماة وزاع صيته وصار من أعلام المحامين.
أختير ناظراً «وزيراً» للمعارف عام ١٩٠٦، وفي فبراير ١٩١٠، عين «ناظراً للحقانية» أي «وزيراً للعدل»، وقد برز نجمه كزعيم للأمة مع انتهاء الحرب العالمية الأولي؛ إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال آنذاك، واعتقلته ونفته إلى خارج البلاد «زي النهارده» في ٨ مارس ١٩١٩، ما كان سبباً لاندلاع ثورة ١٩١٩، وقد أجبرت هذه الثورة الشعبية سلطات الاحتلال على الإفراج عن سعد ورفاقه، وجرت الانتخابات التشريعية التي فاز فيها مرشحو سعد بالأغلبية.