طبعاً معظمنا متابع الصعود الرهيب لسعر الدولار فى هذه الأيام، تنام على سعر وتصحى على سعر تانى خالص، يعنى باكتب المقال يوم السبت وحسب ما سمعت أن الدولار يساوى 960 قرشاً، وممكن قوى إلى أن ينزل المقال ويكون بين أيدى حضراتكم يوم الثلاثاء يكون وصل إلى عشرة جنيهات، وممكن قوى على آخر مارس يبقى سعره 11 جنيها، كل ده طبعاً بفضل قرارات فبراير 2015 الميمونة التى صدرت من البنك المركزى المصرى عن طريق جهابذة الاقتصاد وكل من أتى بعد هذه القرارات لم يستطع فعل أى شىء غير التهوية على هذه القرارات، والدولار لا ينظر إليهم وصعد بسرعة الصاروخ إلى اللامنتهى، وربنا يستر على الأسعار، وعلى البلد كلها، خاصة أنه بات من الواضح أنه ليس هناك حلول سريعة أو رؤية اقتصادية واضحة لوقف جماح ارتفاع الأسعار، وكلنا أمل فى ظهور اقتصاديين يستطيعون أن يضعوا خططا لمستقبل مصر الاقتصادى وبإذن الله يتم ذلك.
طبعا مش موضوعنا، إحنا ناس بتوع رياضة وبتوع كرة، لكن كان من الضرورى أن نذكر هذه المقدمة، لأنه من غير المعقول أن تتقاضى أجهزة أربعة نوادٍ مصرية وجهاز منتخب مصر ما يزيد على خمسين مليون جنيه مصرى فى العام، يتقاضونها بالعملة الأجنبية مقابل تدريبهم لهذه الفرق، ومنهم مدير فنى واحد وجهازه يتقاضون ما يزيد على نصف هذا المبلغ. ورأينا خلال الموسم تغيير عدد غير قليل من المدربين الأجانب بسبب فشلهم أو تطفيشهم أو هروبهم إلى دول أخرى أكثر استقراراً.
لو أحصينا رواتب الأجهزة الفنية لباقى أندية الدورى الممتاز، وهى أربعة عشر نادياً، لوجدنا أنهم مجتمعون لا يتعدى ما يتقاضونه العشرين مليون جنيه، أى حوالى ثلث ما يتقاضاه الأربعة الأجانب، الموجودون فى الدورى الممتاز كمديرين فنيين وأجهزتهم.
هل هذا منطق؟ هل من المعقول أن يأتى الأهلى بمدير فنى وجهازه يتقاضى ثلاثة أمثال المدير الفنى للمنتخب القومى، رغم أنه أقل منه خبرة وتصنيفاً؟! وفى نفس الوقت نجد النادى الأهلى يحصل من وزارة الشباب والرياضة على عشرات الملايين لكى يكمل إنشاءاته التى يستفيد منها آلاف الأعضاء العاملين فى النادى. الأهلى والزمالك ناديا قمة وناديا بطولات، ومن المؤكد أن المسؤولين عن هذين الناديين تحديداً مطالبون بتحقيق البطولات، سواء المحلية أو القارية، ولكن هل ذلك يشفع لهم بهذا الكم الهائل من الإنفاق على استقدام مديرين فنيين مستواهم متواضع وليس هناك فارق كبير بينهم وبين المحليين؟!
كلنا نتابع النتائج الهائلة للكابتن شوقى غريب مع فريق الإنتاج الحربى، وقوام الفريق الرئيسى تم تكوينه فى بداية الموسم ومعظمه من لاعبين انتقلوا إليه انتقالاً حراً، ولم يتم شراؤهم من أنديتهم، وجميع التعاقدات لها سقف غير مبالغ فيه، ورغم ذلك استطاع شوقى غريب خلق مجموعة متجانسة يحقق بها نتائج جيدة، خاصة بعد فوزه الأخير على نادى الزمالك، الذى يمتلك الإمكانيات المادية والبشرية، والمدير الفنى الأجنبى. وهناك أمثلة أخرى فى الدورى لمديرين فنيين مصريين يحققون انتصارات ونتائج جيدة مثل الكابتن طلعت يوسف مع بتروجيت، والكابتن إيهاب جلال مع مصر المقاصة، وطبعا الأخوان حسام وإبراهيم حسن مع النادى المصرى، هذه أمثلة واضحة للجميع، ولكنها عقدة الخواجة، وأيضا محاولة مجالس الإدارات إرضاء الجماهير، وظناً أن المدير الفنى الأجنبى له سيطرة ونفوذ أكثر على لاعبيه، وهذا ظن خطأ لأن مجالس الإدارات هى من تملك مساندة المدير الفنى أو تركه لقمة سهلة أمام اللاعبين، خاصة أن الكثير من لاعبينا الآن للأسف ليسوا على نفس مستوى المسؤولية والأخلاق والتربية مثل الأجيال السابقة.
أفيقوا قبل ألا تستطيعوا دفع رواتب الأجانب بالعملة الصعبة وتتعرضوا للغرامات والمسؤولية والفضيحة أمام «فيفا» والمحكمة الرياضية. وعلى رأى المثل «على قد لحافك مد رجليك».