قبل أن نبدأ المقال، أشرح كلمة ظهورات، يمكن شبابنا وبعض القراء لم تمر عليهم هذه الكلمة من قبل، وهى تعنى العمالة المؤقتة، يعنى لما صاحب العمل يحتاجهم يشغلهم، ولما يقل الشغل أو يخلص يمشى العمال الظهورات.
نبدأ بقى، ما يحدث فى الدورى المصرى شىء غريب وأكيد لم يحدث من قبل، وربما لا يحدث بعد ذلك، معقول يا جماعة 18 ناديا فى الدورى الممتاز، على نهاية الدورى يكون المدربين لفوا عليهم كلهم، يعنى لو أصبح متوسط كل نادٍ أربعة أو خمسة مدربين فى الموسم، يكون الإجمالى قرب على 80، 90 مدربا، وطبعاً بما إن إحنا كل اللى حيلتنا عشرين مدرب بالكتير، يعنى العملية شغالة كراسى موسيقية، كل واحد يقعد على الكرسى مباراة أو مباراتين وهب إدارة النادى تشيله من على الكرسى وتجيب واحد تانى يقعد مكانه، والأطرف إن ممكن النادى يشيل الكرسى من تحت المدرب ويقيله أو المدرب يستقيل، ويجرب واحد تانى وتالت، وبعدين يجد أن الأول كان أحسن، ما هو على رأى المثل «اللى يجرب مرات أبوه يعرف قيمة أمه».
يعنى النادى يجيب المدرب، ويقعد معاه عدة مباريات ويمشيه ومفيش مانع من تراشق الألفاظ عبر الإعلام، والنادى يشتكى المدرب، والمدرب يقدم شكوى ضد النادى فى اتحاد الكرة، وفجأة بعد كده تلاقى النادى يتعاقد مرة أخرى مع نفس المدرب.
يجب عمل دراسة لهذه الظاهرة التى تشارك فى دمار الباقى من كرة القدم المصرية، يجب معرفة من المسؤول عن هذه المسرحية التى يشارك فيها الكثير من المدربين وأنصاف المدربين ورؤساء الأندية وجماهيرها، وأيضاً اللاعبون فهم للأسف يلعبون أحياناً دوراً رئيسياً فى إقالة مدرب أو جلب مدرب على مزاجهم.
حقيقى لا أعلم الحل، ولكنى ربما أجتهد وأقول يجب وضع ضوابط لهذه المهزلة. ولكن حقيقى برضه مش عارف ما هى الضوابط، ولكن من المؤكد أنه يجب أن تتريث مجالس إدارات الأندية فى التعاقد مع المدربين، وأن تترك ذلك للفنيين أصحاب الخبرات الكروية. ليس معنى أننى أصبحت رئيساً لنادٍ كروى أننى أفهم فى الكرة وفنياتها، ربما أفهم فى إدارياتها ولكن الفنيات لها متخصصون، وهى دائماً تحتاج محترفين لا هواة، وللأسف مضطر أن أستخدم مثل تانى، رغم إنى مش موافق عليه قوى وهو «إعطى العيش لخبازه حتى لو أكل نصفه». يا سادة يجب أن نصبح محترفين لا هواة، يجب ألا يحاسب المدرب بالقطعة، لكن يجب الانتظار والصبر، خاصة حين لا يكون المدرب هو من بدأ الموسم وقام بالاختيار والتعاقد مع اللاعبين.
أتمنى أن تنتهى هذه الظاهرة من أنديتنا، ويأتى اليوم الذى يستمر فيه المدرب مع النادى الواحد، موسم، وثانى وتالت، لأن ذلك فى النهاية يصب فى مصلحة الكرة المصرية.