x

ياسر أيوب سقط ترامب ونجحت الرياضة ياسر أيوب السبت 06-02-2016 21:16


تبقى الرياضة حاضرة طوال الوقت رغم أنف السياسة والاقتصاد.. ففى أول انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهورى للرئاسة الأمريكية، التى شهدتها ولاية أيوا قبل أيام.. كانت الرياضة والحديث عن نجومها أحد أسباب سقوط الملياردير دونالد ترامب المثير للجدل والضحك والغضب.. فدونالد ترامب الذى قرر خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام.. وبدأ دعايته بالتطاول على الجميع ونثر الشتائم والاتهامات فى كل مكان وضد أى أحد.. توقع كثيرون داخل الولايات المتحدة أن ينجح ويصبح على الأقل مرشحا رسميا للحزب الجمهورى.. ظن هؤلاء أن المجتمع الأمريكى ضاق بالسياسيين التقليديين وبدأ يفكر فى التمرد على كل الدوائر القديمة والأفكار والحسابات والمفردات القديمة.. وبدأ سياسيون وإعلاميون ومحللون بالفعل يغيرون نظرتهم لدونالد ترامب وحملته الانتخابية ويتوقعون منه المفاجآت والصدمات.. ترامب نفسه بدأ يظن أنه الرئيس الأمريكى الجديد مراهناً على أن الناس بدأت تلتفت إليه وتصفق له وتتابعه إعجاباً بوقاحته وتمرده حتى على أبسط قواعد الأخلاق والاحترام ولياقة الفعل والكلمة والسلوك.. وغير الرئيس الحالى أوباما الذى اتهمه ترامب بإقامة علاقة جنسية مع هيلارى كلينتون، ومعظم السياسيين والإعلاميين الأمريكيين الذين أهانهم ترامب وتحدث عنهم زاعماً أنه يعرف كل أسرارهم وخباياهم وفضائحهم.. كان الرياضيون المسلمون الأمريكيون أيضا من ضحاياه.. فقد وقف الرئيس أوباما الأسبوع الماضى ليبدى إعجابه واحترامه للمسلمين الأمريكان الذين أصبحوا من نجوم الرياضة الأمريكية الكبار.. ولم يتردد ترامب فى استغلال هذه الفرصة للسخرية من أوباما، ومن هؤلاء الرياضيين المسلمين الذين تحدث عنهم الرئيس، ومن المسلمين كلهم الذين يريد ترامب طردهم من الولايات المتحدة وعدم السماح لهم جميعاً بدخولها مرة أخرى.. ولم يقبل أنصار وعشاق هؤلاء الرياضيين هذه الإهانة غير المفهومة وغير المبررة.. فتوالت الردود الغاضبة والرافضة دفاعاً عن محمد على كلاى ومايك تايسون وكريم عبدالجبار وشاك أونيل.. فقد أغضب ترامب كل هؤلاء دون داع أو ضرورة متخيلاً أنهم فى النهاية رياضيون لا قيمة لهم أو تأثير..

تماما مثلما أغضب فنانين كثيرين أيضاً نتيجة وقاحته، وفى مقدمتهم المغنية العالمية الجميلة أديل.. وأصبح هناك كثيرون جداً يرفضون هذا الأسلوب الوقح والفظ.. وجاءت أول انتخابات فى ولاية أيوا ليسقط ترامب أمام السياسى المغمور تيد كروز.. فالأمريكيون قالوا عبر صناديق الانتخاب إنهم من الممكن أن يستمتعوا بالفرجة على اللسان الطويل والوقاحة.. من الممكن أن يصفقوا أحيانا لمن يملك الصوت العالى والقدرة المستمرة على شتيمة وإهانة الجميع.. لكنهم حين يختارون من يمثلهم أو يقودهم سيختارون الذى يستطيع أن يفكر، لا أن يشتم.. الذى يحتاج الناس إلى عقله، لا الذى يخاف الناس من لسانه.. كما أن الرياضة فى كل أحوالها ليست من الموضوعات التى يمكن لأى رئيس التعامل معها باستخفاف أو استهتار وعدم وعى أو ذكاء.. فسقط ترامب مبدئياً وفرح الرياضيون بسقوطه، مؤكدين أنه لا يصلح رئيساً، ولابد أن يكتفى بدور المقاول الذى باع مؤخراً شقة فى نيويورك لكريستيانو رونالدو بثلاثة وعشرين مليون دولار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية