x

درية شرف الدين لكل محافظة مشروع درية شرف الدين الثلاثاء 01-03-2016 21:40


عادة مصرية قديمة لم تتغير على مر السنين تُلخصها مقولة: الغربال الجديد له شَدة، استنفار وحماس وهّمة يعقبها غالبا فتور وتقاعس وانسحاب وأعتقد أن ذلك ما سيحدث أو حدث بالفعل مع فكرة «صَبحّ على مصر» على الرغم من مرور أيام قليلة على طرحها من الرئيس السيسى. أقبل كثيرون فى اليوم الأول على المشاركة وبلغت الحصيلة أكثر من مليونى جنيه وربما تكرر الأمر فى اليوم الثانى والثالث ثم خفتت البيانات الرسمية الصادرة من شركات الاتصال مما يعنى تراجع الحصيلة. كان هذا عن الأيام الأولى فماذا عن القادم؟ هل سيكون مصيره ماحدث من قبل مع صناديق أخرى؟ حماس ثم فتور، إقبال ثم تراجع؟

وحتى لا تضيع هذه الفكرة وحتى نستطيع استثمار تلك الحالة من الحماس الحقيقى التى حدثت من عموم الناس تجاهها، لماذا لا نفكر فى توجيه حصيلة هذه المبادرة بالتحديد لمشروعات محددة يُعلن عنها مُسبقا تمولها هذه التبرعات؟ مشروعات تتوزع على محافظات مصر بالتساوى حتى يتحقق مبدأ العدالة فالحصيلة قادمة من الجميع على امتداد البلاد، مشروعات متوسطة وتحتاج لتمويل محدود تُجمع حصيلته فى شهر واحد أو اثنين: إعادة تشغيل مصنع متوقف مثلا، بناء وتجهيز مصنع جديد؟ مدرسة لكافة مراحل التعليم؟ مستشفى عام، استصلاح لمنطقة زراعية جديدة تتخصص فى محصول بعينه يجرى تسويقه مقدما، مُجّمع لتجميع البلح وتعليبه فى الوادى الجديد، معهد مُجهز للتدريب عل فنون النجارة وبيع منتجاته فى دمياط، ورش تعليم الحرف التراثية وتصديرهما للخارج فى سوهاج، مساكن بسيطة فى أطراف محافظة نائية، تطوير لقرية نموذجية تكون مثالاً يحتذى لقرية منتجة بديلاً عن قرانا المشوهة، قرية نوبية مميزة تكون مقصدا للسائحين وأخرى فى الواحات وثالثة فى وجه بحرى فى رشيد مثلا يربح ساكنوها عملاً ودخلاً..... وهكذا.

الشرط الأساسى ألا تتولى تلك المشروعات الجديدة أى جهة حكومية بقوانينها المعوقة وقواعدها الإدارية التى لا تضمن تقدما ولا نجاحاً، وإنما يتولى إدارتها مجموعة صغيرة منتقاة من شباب الاقتصاديين يُوكل إليهم أمر التفكير والتدبير والإدارة ثم المحاسبة بالنتائج، مجموعة محدودة من شباب لديه الخبرة والعلم والاطلاع على تجارب العالم التى ثبت نجاحها من قبل.

حصيلة «صَبحّ على مصر» لن تكون هائلة فهى فى النهاية تجميع لجنيهات قليلة وليست لملايين، لكنها نوع من المشاركة المجتمعية الواجبة ولكى تستمر وتبقى لن ينتظر مانحوها لسنوات حتى يعلموا أين ذهبت أموالهم.

لذا أتصور قائمة بمشروعات من كل المحافظات لكل محافظة مشروع واحد بحيث يتوالى إنجازها تباعا واحداً وراء آخّر بأموال تلك التبرعات، يُعلن توقيت البدء فيها وتوقيت إتمامها وما أضافته لأهالى المحافظة من فرص عمل وتدريب وإنتاج وعائد مالى أو صحى أو تعليمى أو غيره، كشف حساب مفتوح للجميع ومثال لجودة استثمار أموال المانحين. الأفكار كثيرة وعلينا أن نختار الأفضل منها حتى نضمن أن نصَبح على مصر كل يوم وربما كل ساعة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية