x

حمدي رزق خارجون من مصر.. والخارجون عليها!! حمدي رزق الثلاثاء 01-03-2016 21:39


عنده حق، بالسوابق، وسوابق الإخوان والتابعين مجرمة، الأستاذ وحيد حامد يحذّر من الوقوع فى «فخ» توسلات طارق عبدالجابر للعودة إلى مصر ليدفن فيها بعد إصابته بسرطان المعدة، قاطعاً: «لو عايز يرجع أهلا وسهلا على أن يخضع لسيادة القانون والعدالة، إنما ترجع ويا دار ما دخلك شر، مرفوض.. مرفوض تماماً، وده فخ ومينفعش يضحك علينا إخوانى بخدعة المرض»!

الأستاذ وحيد يخشى من الخشية أن يكون فخاً إخوانياً، طارق سبق أن وقف على منصة «رابعة» وعمل فى قناة «الشرق»، يحق للأستاذ وحيد أن يتحسب، أن يتوقف، أن يتبين مغزى طلب العودة المفاجئة، مرضية أم تنظيمية، ويطلب كشف حساب على الباب، سوء الظن من حُسن الفطن، هذا ما نصحنا به الأقدمون.

طلب العودة الذى قدمه «عبدالجابر» فضائياً ستتبعه طلبات، مشفوعة بتعاطفات وعواطف مشبوبة، حتما سنواجه الأيام القادمة بقضية عودة «الطيور الجارحة»، وعلينا الاستعداد لهذه العودة، مصر وإن طال السفر، وتحكيم العقل والقانون معاً قبل العاطفة، الحصان دخل إلى طروادة فى حفاوة من السذج، ناموا على نصر مبين، فتخطفهم الطير فى غبش الليل وهم غافلون.. وسقطت طروادة!

الأستاذ وحيد حامد يحكّم العقل ويُخضع العودة للقانون، وهذا لا يروق لأصحاب القلوب الضعيفة، والعواطف الجياشة، وعفا الله عما سلف، وادخلوها بسلام آمنين، مصر بلد الطيبين، هنا نفرق، وتستوجب التفرقة بين العائدين، ويُستحب الوقوف أمام كل حالة بحالتها، يقيناً ليس كل الخارجين من مصر خارجين على مصر، وليس كل الخارجين على مصر مجرمين، كلٌّ بجريرته، بجريمته، نفر منهم خرجوا معارضين، خرج على السادات سابقا نفر غاضبون، وعادوا مصريين!

نعم القلب يخفق بزمن جميل، زمن الخلان، كنا إخوة متحابين، وبيننا عشرة عمر، وفى شوق إلى البيت الكبير، إلى الحضن الدافئ، بعضهم استوعب الدرس، درس صعيب، الخروج من مصر ليس كالخروج عليها، الخروج عليها تحريضاً جريمة، والخروج منها خطيئة، خرجوا تحت راية «عمية»، فإن أبصروا ما لكم لا تغفرون.

ولا يجرمنكم شنآن الإخوان على ألا تعدلوا مع هؤلاء، فليَعُد طارق عبدالجابر، وليَعُد كل مصرى إلى أرض مصر متى شاء وشاء له الهوى، قسراً بالمرض، أو طوعاً بالوحشة، أو لأسباب أخرى، حق العودة، أبواب مصر مفتوحة للجميع إلا المجرمين، وهم معروفون بالاسم، وارتكبوا فى حق مصر وشعب مصر ما يندى له الجبين.

الخارجون من مصر بعد 30 يونيو مصريون جميعا، وباستثناء مَن خرجوا عليها عدواناً، جمهرة الخارجين من مصر تنكبوا الطريق، وضاقت بهم السبل، ويقاسون شظف الحياة، وعدوهم بالمن والسلوى، عادوا من غيهم بخفى حنين، لماذا تغلقون فى وجوههم الأبواب؟ فارق كبير بين الخروج من مصر سِلماً، والخروج على مصر تحريضاً وعدواناً.

العودة فى تفسير رحيم تعنى التوبة، وعوا الدرس، درس الغربة، وفى تفسير شرير تعنى نقل المعركة إلى الداخل، الإخوان ملهمش أمان، الإخوان يرومون نقل المعركة بكاملها إلى الداخل، ويوعزون لنفر من رجالهم باختبار حق العودة، تمهيداً للعودة الجماعية خشية ملاحقات دولية باتت فى الأفق القريب بعد التقرير البريطانى ومشروع القانون الأمريكى، أخشى أنها خطوة استباقية إلى الداخل، أفلا تحتسبون؟!

بين حُسن الظن من الغفلة، وسوء الظن من الفطنة، كلام العقل، نصوص القانون الحَكَم والفيصل، كل مَن خرج على مصر مُهدِّداً متوعداً محرضاً، كل مَن خرج على شعب مصر إهانة وتقبيحاً، شخصياً لا أسامح كل مَن وصف نساء مصر بـ«الراقصات»، ورجال مصر بـ«عبيد البيادة»، كل مَن شمت فى مصر، كل مَن دعا على مصر بالخراب، كل مَن استباح اسم مصر خارجياً، حرام يشرب من نيلها!!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية