x

مراد وهبة معضلة السلام (75) مراد وهبة الأحد 28-02-2016 21:38


إثر غزو صدام حسين للكويت فى 2 /8 /1990 أدانت حركة السلام الآن ذلك الغزو. وفى 21 فبراير 1991 أصدرت بياناً جاء فيه أنه بالرغم من أن مبدأ الحركة يؤثر الحلول السلمية على الصراعات الدولية إلا أن ثمة تهديدات ليس فى الإمكان إزالتها إلا بتدمير منابعها عسكرياً إذا لزم الأمر، ومن ثم يكون تدمير قوة صدام حسين من مصلحة إسرائيل. وكانت الغاية من إصدار ذلك البيان أن يكون بمثابة رد فعل ضد نداء نشطاء السلام الأوروبية إلى زملائهم فى إسرائيل للتضامن معهم من أجل حث أمريكا على الامتناع عن تدمير العراق.

ثم أُعلن عن خلاف بين حركتى السلام الألمانية والإسرائيلية. والمفارقة هنا أن حزب الخضر بألمانيا قد انتهى إلى نتيجة مفادها أنه إذا وجهت الحكومة الإسرائيلية نداء إلى الرئيس بوش فإنه قد يتوقف عن غزو العراق. وعندئذ أدلى أحد أعضاء الحزب بتصريح جاء فيه أن هجوم العراق على إسرائيل كان النتيجة الطبيعية لسياسة إسرائيل نحو الشعب الفلسطينى والدول العربية بما فيها العراق. وإذا امتنعت إسرائيل عن توجيه نداء إلى الرئيس بوش لوقف إطلاق النار فى الخليج فإن إسرائيل تكون مسؤولة عن استمرار الحرب. وعلى الضد من ذلك أعلنت حركة السلام الآن فى 20 فبراير أن إسرائيل هى آخر دولة يمكن أن تطلب وقف إطلاق النار فى الخليج، وأن لها الحق فى التعبير عن حزنها إذا لم يتم سحق صدام حسين. وهكذا برز الخلاف الجوهرى بين حركتى السلام الأوروبية والإسرائيلية. ومع ذلك فإن حركة السلام الآن لم تتوقف عن نقد الحكومة الإسرائيلية فى امتناعها عن إجراء حوار مع الفلسطينيين لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. ففى 24 فبراير 1991 أرسلت حركة السلام الآن خطاباً إلى أصدقائهم فى أمريكا جاء فيه أن تعاون مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية مع أمريكا أثناء الحرب ضد العراق قد يكون مهمازاً للتعاون من أجل إنهاء الصراع. وفى هذا السياق أعلن الرئيس بوش فى أول أكتوبر 1991 أن ثمة فرصة لإنهاء الصراع فى حالة انسحاب العراق من الكويت بلا شروط وذلك بإعلان مبادئ تنص على الاعتراف بوجود إسرائيل فى مقابل منح الفلسطينيين حقوقهم السياسية المشروعة. وإثر ذلك ارتحل وزير الخارجية جيمس بيكر إلى الشرق الأوسط. وهناك طلب من منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون جزءًا من الوفد الأردنى، وقد كان.

والسؤال إذن:

لماذا استسلم الفلسطينيون لذلك المطلب؟

لسببين: السبب الأول انحيازها لصدام حسين أثناء حرب الخليج. وقد دفعت الثمن باهظا سياسياً واقتصادياً، إذ امتنعت السعودية عن تقديم دعمها المالى. والسبب الثانى قبول رئيس الوزراء الإسرائيلى لعقد مؤتمر دولى للسلام خاصة أن أغلب الإسرائيليين بعد مرور أربع سنوات على الانتفاضة قد اقتنعوا بأن الانتفاضة لن تُقهر. ومن هنا ركزت حركة السلام الآن على أربعة محاور:

■ معارضة التوسع فى المستوطنات

■ تحريض الحكومة الإسرائيلية على أن تكون مرنة فى المفاوضات.

■ دعم الرأى العام المؤيد لمسار السلام.

■ إقناع الفلسطينيين بأن يكونوا معتدلين فى مطالبهم.

وإثر ذلك أعادت حركة السلام الآن شعاراً كان قد توارى أثناء حرب الخليج وهو «حان وقت السلام». ولكن حزب العمل امتنع عن المشاركة، ومع ذلك فقد اشتركت الغالبية العظمى من أعضائه فى المظاهرات تحت شعار «حان وقت السلام» وتظاهروا جميعا ضد المستوطنين فى أريحا والقدس وحيفا.

وفى 30 أكتوبر 1991 انعقد مؤتمر دولى فى القصر الملكى بمدريد فماذا حدث فيه؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية