x

جيهان فوزي شابة فلسطينية تفضح عنصرية كلينتون جيهان فوزي الجمعة 19-02-2016 21:36


لم تكتف هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى للرئاسة الأمريكية 2016 بالمقال الذي نشرته في نوفمبر من العام المنصرم في مجلة «ذا فوروورد»، وتوجهت فيه إلى اليهود الأمريكيين معاهدة إياهم على تعزيز العلاقات مع إسرائيل في حال وصولها للرئاسة، بل أمعنت في نفاقها السياسى وعنصريتها وراديكاليتها بعد الرسالة المسربة التي كشفت عنها صحيفة الجارديان البريطانية، والتى أثارت ضجة في أوساط منظمات حقوق الإنسان والحزب الديمقراطى، تخاطب كلينتون في الرسالة الملياردير اليهودى الأمريكى «حاييم صابان» من ضمن ما جاء فيها: «صحيح أننى أم وجدة، لكن حقوق الأطفال لن تجعلنى أتردد لحظة بالسماح لإسرائيل بقصف المدارس التي تنطلق منها الصواريخ في غزة، لأن هؤلاء يستعملون الأطفال كدروع بشرية ويستحق الإرهابيون أن يروا جثث أطفالهم تحترق بسبب القنابل والصواريخ».

كانت الشابة الفلسطينية «ليالى عواد» قد كتبت ردا على مقال كلينتون على موقع «هافنجتون بوست» عبرت فيه عن صدمتها من تجنب كلينتون ذكر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين من النساء والأطفال ولو بمرة واحدة في مقالها، وقد بدأت الشابة الفلسطينية رسالتها بمقارعة كلينتون الحجة بالحجة تقول:

«كشابة فلسطينية نشأت في مجتمع ذكوري، ألهمني خطابك الذي تحدثت فيه عن حقوق المرأة، لأتخيل العالم وقد أصبح مكاناً يتساوى فيه الجنسان، وكسيدة أولى، أعلنت أن (حقوق المرأة هي حقوق الإنسان)، فهذا أمر أؤمن به بقوة أنا أيضاً».

وتساءلت ليالي في رسالتها، كيف لكلينتون أن تصف شعباً بأكمله بأنه إرهابي، يمكن إثارته عبر التحريض، متناسية الاحتلال العسكري للبلاد، قبل أن تبدأ بسرد تفاصيل من حياتها، كطفلة عاشت واقع الاحتلال المرير.

«أنا لست إرهابية، ولا أؤمن بالعنف، أنا شابة فلسطينية ترعرعت تحت الاحتلال، وأحاول تحسين حياتي من خلال التعليم، وهذا الأمر لم يكن سهلاً. بدأت في الخامسة من عمري بعبور الحواجز العسكرية الإسرائيلية، لأصل إلى المدرسة، تعرضت للتفتيش والإذلال يومياً أنا ووالداي وإخوتي. ذات يوم أطلق أحد الجنود كلابه لتطاردنا، وتعرضت لإطلاق النار، كان من الممكن أن أقتل من دون سبب مثل كثير من الفلسطينيين، كان من الممكن أن أكون هديل صلاح الهلشمون (18 عاماً)، الطالبة الجامعية التي قتلها جنود إسرائيليون عند أحد الحواجز العسكرية، بالخليل، في سبتمبر الماضي، ومن دون سبب».

وفتحت ليالي نار أسئلتها التي كان واضحاً أنها لا تنتظر لها إجابات من كلينتون، بقدر ما كانت تسعى إلى إحراجها، إذ أغفلت الأخيرة شريحة بأكملها، النساء، والتي لطالما ادعت أنها تحمل راية الدفاع عن حقوقهن فكتبت «هل تعلمين أن نصف الفلسطينيين نساء وفتيات؟ هل تعلمين أن النساء الحوامل يلدن على الحواجز العسكرية عندما يتم إيقافهن من قبل الجنود الإسرائيليين؟.

وتتابع ليالي التي تنحدر من قرية «لفتا» في القدس أسئلتها لكلينتون: «هل سمعت بقصة الأم الفلسطينية (إسراء عابد) التي لم تشكل أي خطر على الجنود لكنها قتلت بطلق ناري من شرطي إسرائيلي في منطقة العفولة؟ هل تعلمين أن الطفل الفلسطيني محمد أبوخضير قد خطف وحرق حياً في العام الماضي من قبل مستوطنين إسرائيليين؟».

تعبر ليالي عن ارتباطها بوطنها قائلة: «هاجرت عائلتي قصرا في النكبة، بيتنا في (لفتا) لا يسكن فيه أحد ونحن منعنا من الرجوع إليه، تعلمت في مدرسة الفرندز في رام الله، آمل من رسالتي أن يصل الصوت الفلسطيني إلى عمق أمريكا وآمل أيضا أن تقرأها المرشحة هلاري كلنتون، مع توقعي بألا يصلني منها أي رد».

واثقة من أن كلينتون تعلم الإجابات عن كل الأسئلة التي ذكرتها، إذ كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، وتحدثت حول وقف إطلاق النار في غزة، ليالى الفتاة الشابة التي نشأت على صوت القنابل ومشاهد القتل لا تخشى مواجهة مرشحة الرئاسة لأكبر دولة في العالم، اتهمت ليالي كلينتون بأنها اختارت الصمت، وألا تتحدث عن هذه القضايا لأنه يتناغم وضرورة العمل كسياسية في الولايات المتحدة، وفي المقابل نبهتها إلى عواقب خيارها في فقدان مصداقيتها.
وختمت ليالي التي تدرس اليوم في جامعة كينيون بأمريكا الاقتصاد والدرسات الدولية رسالتها المفتوحة إلى كلينتون: «كنت امرأة ألهمت كثيراً من النساء والفتيات حول العالم. حلمي أنا أن أصبح ناشطة سلام وحقوق إنسان، لكن مقالك جعلني أشعر بالإحباط العميق، لأننى أدرك كيف للأفكار النبيلة أن تتحول بيد الساسة إلى أداة للكيل بمكيالين، وتضيف تعرف كلينتون كل معاناة الشعب الفلسطيني، وعليها أن تعلم بأن الصمت عن الجرائم المرتكبة بحقنا، هو شراكة في الجريمة، لا سيما إن كان المرء في موقع يمكنه من صنع الفرق.. وأعلم أنك تستطيعين القيام بأفضل من هذا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية