العالم يجتاحه الذعر، وسط فوضى الحروب العارمة، والصراعات المسلحة التي يدوى صداها في كل ركن من أركان المعمورة، يندلع خطر جديد، عابر للحدود، قاهر لكل وسائل التأمين في المطارات المختلفة، وقادر على تخطى كل الجيوش، فحجمه الصغير؛ يخول له المرور إلى داخل الجسد عبر «لدغة بعوض»، ووسيلة انتشاره؛ تجعل له السيادة فوق أرض المعركة –جسم الإنسان- ما جعل المنظمات تُعلن حالة الطوارئ على المستوى الدولى، فـ«فيروس زيكا» لا يفرق بين إنسان وآخر، ولا دولة وأخرى، الكل أمام «زيكا» سواء.
قبل شهور، أعلنت البرازيل عن إصابة عدد من مواطنيها بالفيروس الذي تنقله بعوضة الزاعجة المصرية، الذي يتسبب في تشوهات أدمغة الأجنة، علاوة على حُمى والتهابات قرنية العين، ومن تلك الدولة اللاتينية، انتشر الفيروس إلى معظم دول أمريكا الجنوبية، ليعبر بعدها الأطلنطى وصولاً إلى دول وسط أوروبا، ما جعل منظمة الصحة العالمية تُعلن ذلك التفشى حالة طوارئ عالمية، الأمر الذي يُلقى بظلاله على مصر، الزاعجة المصرية التي تُسبب الإصابة بالمرض الفيروسى تستوطن محافظتى المنيا وأسيوط.
«المصرى اليوم» زارت المحافظتين للاطلاع على الأوضاع الصحية، واستعدادات مواجهة المرض؛ الذي لم يتوفر له لقاح شاف حتى الآن.
غبار أبيض يستقبل القادم إلى المحافظة، للوهلة الأولى يظنه الناظر ضبابا، إلا أن المدقق يستكشف كونه غبارا ناجمًا عن عمليات تقطيع «البلوكات»، عبارة عن مجموعة من القطع الحجرية الجيرية المستخرجة من المناجم، التي تستخدم في بناء المنازل، ووسط الفوضى العارمة والغبار الذي يزكم الصدور؛ يغطى أشخاص وجوههم بـ«كوفية»، تقيهم برد الشتاء وتمنع وصول ذرات التراب إلى صدورهم، فيما تسير سيارة ربع نقل على طريقٍ غير ممهد، تحمل مجموعة من سكان المحافظة وضواحيها، بثياب رثة؛ تدل على رقة الحال لتستقبلهم بوابة عملاقة، لم يكتمل العمل فيها بعد، تحمل لافتة عملاقة ترحب بالقادم «أهلاً بكم في المنيا» التي يُسميها ساكنوها «عروس الصعيد» والتى يقول الخبراء عنها إنها مؤهلة لغزو البعوض المُسمى «الزاعجة المصرية» التي تُسبب الحمى التي تجتاح العالم في الوقت الراهن، المعروفة بـ«زيكا». المزيد
«زيكا» فيروس مستجد ينقله البعوض، وقد اكتُشف لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في قرود الريص، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر عام 1952 بأوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وسُجلت حالات تفشى فيروس زيكا في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ، حسب منظمة الصحة العالمية، التي تقول إن فترة حضانة المرض (المدة منذ التعرض وحتى ظهور الأعراض) غير واضحة في حالة فيروس زيكا، ولكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام. وتشبه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدى والتهاب الملتحمة والألم العضلى وآلام المفاصل والتوعك والصداع. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام. المزيد
تسود حالة من الرعب بين أهالى أسيوط من انتشار فيروس «زيكا»، بعدما أعلن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، مؤخرا، أن البعوضة الحاملة للفيروس موجودة الآن في المحافظة، التي عانت انتشار «حمى الضنك»، أغسطس الماضى، والتى تسببت في وفاة حالتين وإصابة العشرات. المزيد
رغم إعلان الدكتور عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، عن ظهور البعوضة التي تنقل فيروس «زيكا» في محافظتى المنيا وأسيوط، إلا أن ذلك لم يكن دافعا أمام وزارة الرى لتطهير الترع والمصارف من أجل مواجهة البعوض الناقل للفيروس، ويعيش الأهالى في قرى محافظات الوجه القبلى والبحرى في حالة هلع خوفا من وصول الفيروس إليهم عبر البعوض المنتشر في قريتهم. المزيد