تنتظر قرية البرادعة بمركز القناطر الخيرية في القليوبية كارثة أخرى جديدة، ربما تعيد للأذهان مشهد اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى عام 2011، ما تسبب في إصابة نحو 400 شخص بالقرية بالتيفود، وتزداد مخاوف الأهالى من تجدد الكارثة بعد غرق شوارع القرية بمياه الصرف الصحى نتيجة طفح المجارى ودخولها المنازل بسبب عيوب فنية في شبكة الصرف، التي نفذها الأهالى بالجهود الذاتية.
«المصرى اليوم» رصدت المشهد المأسوى داخل شوارع القرية، والتقت عددًا من الأهالى لنقل معاناتهم ومخاوفهم من الكارثة المرتقبة، حيث اتهموا شركة المياه والجهاز التنفيذى بالإهمال، منتقدين صمت الجهاز التنفيذى على الأزمة واكتفاء المسؤولين بإرسال سيارات لشفط المياه من الشوارع والحفر لتغيير المواسير، وزيارة المحافظ للقرية، الأسبوع الماضى، وإعطائه تعليمات بسرعة إصلاح الأعطال، وتغيير مواسير الشوارع لأن قطرها ضيق ولا يستوعب الصرف عليها من المنازل.
قال مسعد زهران إن العمل في الشوارع التي زارها المحافظ يسير على قدم وساق وتم شفط المياه، لكن المشكلة التي نعانى منها أن مواسير الشوارع ضيقه لأنه تم تركيبها بطريقه عشوائية عن طريق الأهالى دون إشراف من الجهاز التنفيذى ويتم الصرف على المصرف المجاور للقرية دون معالجة.
وأضاف محمود عبدالرحمن أن السبب في طفح المجارى في الشوارع هو أن المنازل وأصحابها يصرفون مخلفات المواشى أيضًا على المواسير مما يتسبب في انسدادها وتعطلها وطفحها في الشوارع.
وأشار سيد رمضان، من الأهالى، إلى أن شوارع القرية تغرق في المجارى ولا تصلح للسير بها رغم شفط سيارات الكسح للمياه.
واتهم محمد سعيد عبدالكريم، مقاول مشروع الصرف الصحى، بسحب المياه أثناء الحفر وضخها في الشبكة القديمة التي نفذها الأهالى بالجهود الذاتية مما أدى إلى انسداد الشبكة وطفحها في المنازل وتسببها في غرق الشوارع.
وقال محمد على هلال إن طفح المجارى في المنازل والشوارع سوف يؤدى إلى اختلاط مياه الشرب بها وسيؤدى إلى تكرار كارثة التيفود في 2011 عندما طفحت المجارى واختلطت بمياه الشرب وأصيب الناس هنا بالأمراض.
كان المحافظ الدكتور رضا فرحات زار القرية، الأسبوع الماضى، وكلف الشركة المنفذة بتغيير تلك الخطوط بأخرى بقطر 10 بوصات فوراً مهما كانت التكلفة ولو اضطر الأمر إلى تحمل المحافظة قيمتها.
وأكد عبدالحكيم القاضى، رئيس مدينة القناطر الخيرية، أن مشكلة البرادعة اقتربت من الانتهاء، خاصة بعد قيام الجهاز التنفيذى بتغيير خط الصرف 8 بوصة بآخر 12 بوصة وتسليك خطوط الشوارع من الرواسب وتم شفط المياه، مشيرًا إلى أن الوضع الآن مطمئن.