أرجع الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، ظهور مرض التيفود فى قرية البرادعة بمحافظة القليوبية إلى عدة عوامل أهمها سوء شبكة الصرف الصحى وشبكة المياه والسلوك الذى وصفه بـ«غير المسؤول من قبل الأهالى».
وأشار الجبلى فى بيان أمام لجنة الصحة والسكان والبيئة بمجلس الشورى، أمس، برئاسة الدكتور صالح الشيمى، إلى أن بعض الأهالى أقاموا شبكة للصرف الصحى بمعرفتهم، غير مطابقة للمواصفات، كما أن شبكة المياه الجديدة بها كسور متعددة فضلا عن قيام البعض بإنشاء وصلات مياه غير قانونية، مشيرًا إلى أن الوضع فى البرادعة الآن فى تحسن ملحوظ وهناك انخفاض لحالات الاشتباه فى الإصابة بالتيفود، رغم وجود كل هذه العوامل.
ولفت الجبلى إلى أنه تم، أمس، استقبال 9 حالات مشتبه فى إصابتهم بالتيفود رغم تفادى مصادر الإصابة السابقة، مما يعنى أن هناك أسباباً أخرى لظهور المرض.
وأوضح الوزير أنه منذ الأول من يوليو استقبلت 5 مستشفيات عامة وحميات 709 حالات اشتباه فى الإصابة بالتيفود المؤكد منها 314 حالة، وقال إن المشكلة ظهرت فى البرادعة يوم 30 مايو بعد ظهور كسر فى مواسير شبكة المياه الجديدة وتم أخذ 32 عينة من مياه الشرب وتحليلها بمعامل الوزارة المركزية، تبين أن 18 عينة منها غير مطابقة للمواصفات وأنه تم أخذ 32 عينة أخرى من مياه الطلمبات الحبشية، تبين أن 27 عينة منها غير مطابقة و93 عينة من مصادر مختلفة فحصت بالمعمل الإقليمى بالقليوبية وظهر أن 15 منها غير مطابقة وتستوطنها المجموعة القولونية.
وأضاف الجبلى أنه تم إرسال فريق من الطب الوقائى إلى البرادعة مع ظهور المرض وتم الكشف على أكثر من عشرة آلاف مواطن من خلال 25 طبيباً وبمساعدة 50 ممرضة، وطالب بسرعة مراجعة شبكة الصرف الصحى لتكون ملائمة للشروط الصحية وكذلك مراجعة شبكة المياه الجديدة وإلغاء التوصيلات غير القانونية للمنازل وتوفير مياه شرب آمنة عن طريق المياه المنقولة والمراقبة صحياً.
وأعلن وزير الصحة أن الوزارة بصدد الانتهاء من مشروع قانون التأمين الصحى الجديد وسيتم عرضه على اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء خلال شهرين ليدخل البرلمان بمجلسيه مع مشروع قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية فى الدورة الجديدة.
وقال الجبلى: إن الوزارة قامت بشراء طائرتى إسعاف عن طريق القوات الجوية وفى طريقها لشراء ثالثة عن طريق وزارة الطيران، لأنه من حق المواطن المصرى الحصول على هذه الخدمة ومن حق مصر أن تدخل هذا العصر.
وتطرق الوزير إلى وضع مصر بالنسبة لمرض أنفلونزا الخنازير، وقال إنه «أنفلونزا عادية» وعلاجها لا يستدعى إلا الراحة وتناول مخفضات الحرارة لمدة أسبوع، مؤكداً أن عدد حالات الإصابة بمصر حتى أمس بلغ 509 حالات توفيت حالة واحدة وأن 401 حالة خرجت من المستشفيات وبقيت 107 حالات يخضعون للعلاج وحالتهم مستقرة.
وكشف الجبلى عن أن السعودية أصبحت الآن أكبر الدول المصدرة للمصابين بالمرض إلى مصر تليها إنجلترا ثم أمريكا موضحاً أن الانتشار المجتمعى للمرض مازال ضعيفاً حيث ظهرت 37 حالة من أصل 500.
وتناول وزير الصحة الإجراءات التى اتخذتها الوزارة للحد من انتشار المرض فى المجتمع وقال إنه بالنسبة لمترو الأنفاق فقد طالبت بغسله بمعقمات وهو ما يتم حاليا وأن تبقى نوافذه مفتوحة رغم صعوبة انتشار المرض بين مستخدميه لأن فترة بقاء الناس به ليست طويلة.
وحول الموقف بالنسبة للعمرة والحج أوضح الجبلى أن الوزارة أبلغت الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، بأن السعودية أصبحت رقم واحد فى حالات الإصابة التى تصل لمصر وأن من الواجب علينا حماية الشعب المصرى خاصة إذا كان المنع بموافقة المفتى وشيخ الأزهر لمن هم أقل من 12 سنة أو أكبر من 65 سنة.
وأشار إلى أن القرار بشأن العمرة أخذ تحت مظلة المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية وبإجماع 22 دولة بما فيها السعودية، وأوضح أن الشهادة الصحية للمعتمر ستطبق خلال عشرة أيام والمسؤولية عن صدورها ستكون فى المقام الأول على الطبيب المسؤول عنها وتصل تكلفتها إلى 300 جنيه شاملة التحاليل والفحوصات.
وأضاف بالنسبة للحج فإن الموقف غير واضح حتى الآن وبالأمس اجتمعنا مع شركات السياحة وأوصيناها بعدم قبول حجوزات حتى نبلغهم بالموقف فى منتصف أكتوبر المقبل، وبالنسبة للمدارس قال وزير الصحة، سنصدر توصياتنا بها قريباً وسنحدد متى يغلق الفصل ومدة الغلق أو إغلاق مجموعة من الفصول أو مدرسة أو مجموعة من المدارس من خلال المحافظ أو وزير الصحة أو وزير التربية والتعليم منعاً للتخبط.
وكشف وزير الصحة عن أن التطعيم ضد مرض أنفلونزا الخنازير متاح حالياً عالميًا ولكن للأغنياء فقط وأن منظمة الصحة العالمية قامت بحجز 150 مليون جرعة للدول الفقيرة ونحن نتفاوض مع الشركات المنتجة لتوفير 5 ملايين جرعة لمصر ولكن من التطعيم الأحدث دائمًا خاصة فى ظل تحور المرض.