x

مصباح قطب يا اولاد «القسرية» ؟ مصباح قطب السبت 13-02-2016 22:36


في جلسة توقعات عما سيحدث يوم 25 يناير، جرت مطلع يناير الفائت بنادى «جاردن سيتى»، وضمت كتابا وإعلاميين ومهنيين، قلت إنه لا خوف يذكر من مظاهرة إخوانية في المطرية أو أخرى في الهرم فكل ذلك سيمر، لكن الخوف كله من عمل يمد خط الجريمة الحقيرة وذات التأثير الانشطارى.. جريمة قنبلة طائرة شرم الشيخ الروسية، على استقامته، ويلحق بالدولة المصرية خسائر جسيمة إضافية تجعلها تترنح. وعندما سقطت طائرة إف 16 عند إقلاعها خلال تدريب، فاجأنى متصل كان قد قرأ توقعى على «الفيس بوك»، بالقول إنه يعتقد أن الأمريكان وراء هذا السقوط وأنه لولا لطف الله والشجاعة الخارقة للشهيدين الطيارين لكانت الطائرة قد تسببت في موت آلاف لو سقطت في مدينة فايد ولرجت الحادثة البلد، وأن هذا يثبت صحة توقعى. قلت له لا أستطيع التكهن فالقوات المسلحة هي التي تحقق وهى التي يجب أن تعرف كل الخلفيات وتستخلص منها ما يجب. مرت أيام يناير دون أن يقع حدث كبير. قلت نحمدك يا رب. ثم جاء حادث القتل الشنيع للباحث الإيطالى اليسارى «جوليو ريجينى» وما أعقبه من رد فعل ايطالى متسرع فأعاد إلى ذهنى توقعى السابق .

ظنى أن التخطيط لحادث القتل تم منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها حملة تجريس الشرطة المصرية بتهمة الإخفاء القسرى. الشرطة المصرية ترتكب جرائم لا ينكرها ناكر ولازالت، لكنها لا تعتنق- وأجهزة الأمن القومى المصرية- مثل هذا العمل الذي اشتهرت به سلطات أمريكا اللاتيتية المستبدة. الشرطة تخترق القانون ليل نهار في أعمال الدهم والقبض وتحتجز لمدد تزيد أحيانا على أشهر دون أن يعلم أهل البيت أين ابنهم أو والدهم أو بنتهم. متعودة. لكن ان تخفى قسريا وأن تظهر قوائم مختفين فجأة وهات يا تعليقات دخل فيها حتى الدكتور البرادعى وحقوقيون لهم احترامى. فهذا شىء غريب إذا ما المستجد؟ لقد ظننت أن وجع الأسر التي اختفى فرد منها قد يكون حقا وراء تلك الحملة. لكن بعد جريمة قتل «جوليو» أعدت تحليل الموقف وبدت لى الأمور مترابطة .1- حملة تشهير مدروسة تتناقلها كل الصحف العالمية الغربية – وبالذات في بريطانيا – عن القسرى .2- أصبحت الصورة السائدة عن الشرطة المصرية أنها بتاعة الإخفاءات القسرية .3- اختفى جوليو يوم 25 يناير ليظهر قتيلا بعد عشرة أيام وعلى جسده آثار تعذيب مروعة .4- في لمح البصر تقرر الحكومة الإيطالية سحب وزيرتها وبعثة رجال أعمالها الضخمة من مصر وتغلق سفارة إيطاليا بالقاهرة الأبواب في وجه رجال الأعمال المصريين المدعوين إلى عشاء بلا أدنى ذوق. يحدث ذلك رغم أن ايطاليا أهم شريك تجارى واستثمارى وسياسى (ملف ليبيا) مع مصر في هذه اللحظة .5- إيه اللى حصل؟. لابد أن أحدا بخ في ودنهم سما.. أخبرهم بأن لديه الدليل على من هو الفاعل. أزعم أن ثمة من أبلغ إيطاليا فور اكتشاف الجثة أن الشرطة المصرية هي التي اختطفت جوليو وعذبته- سمعتها تعلل ذلك بقى- وقد أشك أن من أبلغ إيطاليا هو نفسه القاتل أو المحرض والمخطط. هل هو من أبلغ روسيا وفى وقت حساس أيضا بأن سبب سقوط الطائرة قنبلة من إرهابى.؟. القتل يبدو لى عملا مخابراتيا مشتركا. قد يكون استخدم إرهابيين مستترين يعملون في جهة رسمية هنا وبعد التنفيذ تم تسفيرهم أو حتى استخدم ثيابا رسمية. وارد. نظرية المؤامرة هي القادرة وحدها أحيانا على تحليل ما يجرى. أعرف أن المحللين الاستراتيجيين الخرمنجية أفسدوا الصنعة من فرط استخدامهم لـ«المؤامرة» عمال على بطال. جريمة- ناعمة- وتبدو ظاهريا قتل فرد وعمليا قد تقود لتدمير علاقة مصر ببلد مهم للغاية لنا. فتش عن المستفيد أو الذي كان يامل في مكاسب من مصر ولم تتحقق. إيطاليا أيضا من أكبر موردى السائحين حتى الآن لبلدنا، وبغيرهم يموت البحر الأحمر كما ماتت شرم، وربما تصل الأمور – فالحملة المسعورة مستمرة – إلى دفع شركة «إينى» إلى ايقاف العمل بحقل غاز «ظهر».. أحد الأفراح النادرة في حياتنا الراهنة. بعد قليل ستظهر فيديوهات وتسجيلات ملتبسة تحيل إلى أن شرطة مصر القاتل. إذا كانت جهة مصرية قتلته فهل لم تجد وقتا آخر غير وقت زياة البعثة الإيطالية الكبيرة لتظهر الجثة؟ ثم ألم تلاحظوا أن حملة القسرى توقفت؟ يا «أولاد القسرية».؟ .

مصباح قطب
[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية