x

مصطفى عبد الله «على قد لحافك مد رجليك» مصطفى عبد الله السبت 13-02-2016 21:23


يستحق الدورى المصرى الفوز بلقب أكثر دورى فى العالم إقالة للأجهزة الفنية، التى وصل عددها إلى نحو 18 مدربا فى الدور الأول للموسم الحالى، وآخرهم فتحى مبروك، ومن قبله ميدو، ومن المتوقع استمرار المذبحة قبل انتهاء الموسم، ومن الغريب تكرار رؤساء الأندية، خاصة الزمالك والأهلى، أن النادى تلقى عشرات من السير الذاتية للمدربين الأجانب، وجارٍ دراستها من لجنة مُشكَّلة، تحولت من فنية إلى عائلية فى «الأبيض»، لفحص الطلبات قبل رفعها لمجلس الإدارة لاختيار واحد منهم، أما الأغرب فهو تأكيدات الرئيسين أن النادى سيختار مدرباً له تاريخ وشهرة وخبرة طويلة، وحاصلًا على أعلى شهادات التدريب والفوز بالبطولات، وفى النهاية يتم اختيار المدرب والموافقة على شروطه المادية فى حدود من 40 إلى 70 ألف دولار، وبعد توليه المهمة يتم تطفيشه وإقالته بعد أن يلقى الفريق هزيمة أو اثنتين، وأكبر مثال هو البرتغالى فيريرا الذى تمت إقالته من تدريب الزمالك رغم جمعه بين الفوز بالدورى والكأس فى الموسم الماضى، وأتذكر أننى تلقيت اتصالا هاتفيا خلال إقامتى فى العاصمة روما من الثنائى حسن حمدى ومحمود الخطيب، حيث كلفانى بالبحث عن مدير فنى إيطالى شهير على مستوى فنى وشخصى محترم قبل قدوم جوزيه،

وفى الحال قمت بالاتصال بكل من رابطة المدربين الإيطاليين المحترفين ومعهد التدريب التابع لاتحاد الكرة، اللذين أرسلا لى بالفاكس السيرة الذاتية لعشرة مدربين، وبعد فحص وتدقيق اخترت منهم ثلاثة: زيمان، مدرب لاتسيو، وكلاوديو رانيرى، مدرب فيورنتينا، وزاكيرونى، مدرب نادى أودينيزى آنذاك، وقد طالب الأول براتب سنوى مليون دولار، والثانى والثالث 1.5 مليون، بينما كان عرض الأهلى من 30 إلى 35 ألف دولار شهريا، حتى إن زاكيرونى عندما عرضت عليه المبلغ رد- ضاحكاً- بأنه نفس المبلغ الذى يتبرع به للأعمال الخيرية سنوياً، والذى يُخصم من الضرائب، وبعد مرور عشرين عاما على هذه القصة تضاعفت أجور المدربين فى العالم أجمع، وعلى سبيل المثال لمَن لا يعرف أن كارلو أنشيلوتى انتقل من ريال مدريد منذ نحو عامين مديرا فنيا للمنتخب الروسى مقابل 12 مليون يورو سنويا، قبل أن تتم إقالته بعد خروج المنتخب من الدور الأول فى مونديال البرازيل الأخير، علما بأن متوسط رواتب المدربين الحالية فى الأندية الأوروبية يتراوح بين 4 و9 ملايين يورو سنويا، على اعتبار أن هذه الأندية تحصل على الملايين من المشاركة فى مسابقات الاتحاد الأوروبى يجنى منها الفائز ما لا يقل عن 120 مليون يورو حصيلة البث التليفزيونى ودخل المباريات والرعاية والإعلانات، فضلًا عن ملايين أخرى من مسابقات الدوريات والكؤوس المحلية، يا عالم امنحوا المدرب المحلى فرصة توفيراً للملايين، سواء للمدربين أو اللاعبين، خاصة أننا نعيش فى بلد فقير ومديون، وكرة بدون جمهور، وبث تليفزيونى بملاليم، وأندية على وشك الإفلاس، وعلى رأى المثل: «على قد لحافك مد رجليك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية