x

مصطفى عبد الله تاريخ الكرة المفقود مصطفى عبد الله السبت 30-01-2016 21:44


واصلت، كعادتى منذ نحو 30 سنة، شراء الكتاب السنوى القيم الذى تصدره إحدى دور النشر الإيطالية منذ 75 عاماً، والذى يُعتبر موسوعة كروية كاملة على 700 صفحة، حيث يضم كل نتائج المباريات الدولية والودية والدوريات والكؤوس المحلية فى كل العالم، فضلاً عن نتائج كل تصفيات ونهائيات المونديال،

وكل البطولات القارية للقارات الخمس، وكل إصدار يتضمن فى بدايته عشر صفحات لنشر صور وسيرة نجوم وعظماء الكرة الإيطالية منذ بداية مسابقة الدورى عام 1898، مع أسماء لاعبى كل الأندية وأجهزتها الفنية والإدارية والطبية، وعلى العكس فاتحادنا الموقر الذى يعود تأسيسه إلى العشرينيات لا يوجد لديه أرشيف عن الكرة المصرية وتاريخ الدورى والكأس والمنتخبات دولياً وقارياً، والنجوم، ومنهم على سبيل المثال محمود مختار التتش وعبدالكريم صقر ومحمد لطيف وصالح سليم ورفعت الفناجيلى والضظوى وعبدالرحمن فوزى، وهو أول مصرى يُسجِّل هدفين خلال نهائيات مونديال إيطاليا 1934، فى مرمى منتخب المجر، فى المباراة التى انتهت بالهزيمة 2/4، والخروج من الدور الأول قبل أن يُنسب اللقب لمجدى عبدالغنى مستغلاً غياب التاريخ، وقد حاولت المستحيل عندما قررت إصدار كتابى الأول الذى واكب اليوبيل الذهبى للألعاب الأوليمبية واخترت له عنوان «100 سنة أوليمبياد»،

تضمن كل نتائج جميع المسابقات منذ دورة أثينا 1896 إلى أطلانطا 1996 (380 صفحة)، وفى البداية خاطبت اللجنة الأوليمبية المصرية من أجل الحصول على المعلومات دون رد، فلجأت إلى اللجنة الدولية من أجل الحصول على النتائج والصور، وقد تم الاتصال بى من خلال رئيس المكتب الإعلامى، وبعد أيام قليلة وصلنى طرد بالبريد السريع يضم كل ما طلبته، وبعد مرور نحو عامين عدت لإصدار كتابى الثانى الذى اخترت له اسم «المونديال من أوروجواى 1930 إلى فرنسا 1998»، يضم تاريخ مسابقة كأس العالم الكروية (520 صفحة)، وفى البداية ذهبت إلى مبنى الجبلاية، وطالبت بإمدادى بالمعلومات، وتاريخ وأسماء لاعبى المنتخب الوطنى فى نهائيات مونديالى إيطاليا 1934 و1990، فحصلت على جزء ضئيل وغير موثق للمعلومات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، وهو ما جعلنى أستغيث بالاتحاد الدولى الذى أمدنى بكل المعلومات والإحصائيات وأسماء اللاعبين والنجوم والهدافين، بالإضافة إلى الصور، وقمت بواجبى بإرسال خطاب شكر مصحوباً بثلاث نسخ للكتاب إلى المنظمتين (اللجنة الأوليمبية والاتحاد الدولى)، وفوجئت بخطابى شكر وتقدير منهما، هل من المعقول أن الجبلاية، خاصة الموقع الإلكترونى، لا يضم إلا صور وتصريحات الأعضاء فقط، وعدم وجود أرشيف كامل بتاريخ ونتائج الدورى والكأس والمنتخبات الوطنية؟

لماذا لا يلجأ الاتحاد إلى مزايدة لدور النشر لطباعة كتاب عن الكرة المصرية ونجومها كما فعلت الدول المتحضرة؟ أعرف جيداً أننى أؤذن فى مالطة، فالتاريخ ضائع، والأرشيف مفقود مفقود يا ولدى!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية