x

عبد الرحمن فهمي كله عند العرب صابون!! عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 09-02-2016 21:55


قالوها زمان: «كله عند العرب صابون»!! ولكن يبدو أن صابون العرب يمتاز بأنه شديد التزحلق.. نتزحلق ونقع وتضيع الفرص العالمية الكبرى، لماذا هذا الكلام اليوم؟

انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» ستجرى يوم 28 فبراير الجارى.. كان طبيعياً أن يرشح نفسه الأمير على بن الحسين، شقيق ملك الأردن، بعد تجربته الناجحة فى الانتخابات الماضية التى لم يمر عليها أسابيع.. أحرج الأمير الأردنى، وهو رئيس الاتحاد الأردنى، ونائب رئيس الاتحاد الدولى.. أحرج منافسه فى الانتخابات وهو رجل لا يقهر.. الاتحاد «فى جيبه» منذ عشرات السنين، سواء كان عضواً أو سكرتيراً عاماً أو رئيساً أكثر من دورة.. كان بلاتر يعتبرونه «صاحب الاتحاد».. المفاتيح كلها فى جيبه.. ورغم كل الفساد الذى كان فى الاتحاد لم يكن أحد يستطيع أن يفتح فمه!!

حاولت أمريكا بكل ثقلها أن تسقطه فى الانتخابات الأخيرة فلم تستطع.. رغم العمل الجرىء الذى قامت به قبيل الانتخابات مباشرة، حينما دفعت أحد المحامين لأن يقدم بلاغاً ضد بلاتر مؤيداً بالمستندات، فقرر المدعى العام الأمريكى القبض على تسعة من معاونى بلاتر.. متى؟ قبل الانتخابات بثلاثة أيام ورغم ذلك فاز بلاتر، رغم كل التوقعات!! ومع ذلك لم تيأس أمريكا فحاربته حتى تم خلعه بعد فوزه بأسابيع.

■ ■ ■

هذا «الوحش».. ملك الغابة.. الأسد الهصور.. انتهى أمره للأبد.. وأصبح الطريق مفروشاً بالورد للناس الطيبين «عينهم مليانة».. ابن ملك وحفيد ملك وشقيق ملك.. لاعب قديم تولى كل المناصب الكروية العليا.. خير من يحارب الفساد فى أكبر هيئة دولية وأغنى هيئة أيضاً، لكن أذناب الفساد الموجودين فى كل مكان بدأوا يحاربون الرجل!! حاربوه بنفس سلاحه.. قاموا بترشيح رئيس اتحاد الكرة البحرينى سلمان بن إبراهيم منذ يومين!! وهو فى نفس الوقت رئيس الاتحاد الآسيوى.. وإذا بالأخ «سوكيتو باتل»، نائب رئيس الاتحاد الأفريقى، يعلن فى كل الصحف عبر وكالات الأنباء العالمية، أن الاتحاد الأفريقى «54 صوتاً» قرر مساندة المرشح البحرينى بجوار أعضاء الاتحاد الآسيوى.. أيضاً.

■ ■ ■

- هل هذا معقول؟؟

- نعم.. كله عند العرب صابون.. ولكن هذه المرة صابون من نوع غريب.. صابون قذر فعلاً.

هل معقول أن نحارب بعضنا، كى نسقط جميعاً من أجل أن نظل بعيدين عن أهم وأغنى وأقوى وأشهر هيئة عالمية لها شعبية وسيطرة على كل دول العالم.. من أجل أن ينجح أحد أذناب الفساد؟

كل دول العالم تخشى «فيفا» وتنفذ قراراته وتخاف من عقابه.. عكس أكبر الهيئات العالمية، مثل هيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أى هيئة أخرى.. عالمية كانت أو قارية!!

هل يمكن أن تضيع منا هذه الفرصة الذهبية المتاحة لنا.. وموضوع المؤامرة واضح لكل دول العالم!!

اسمحوا لى أن أعتبر أن هذا خير وأكبر اختبار لجامعة الدول العربية.. فالموضوع محصور بين دولتين عربيتين مسلمتين.. إذا لم تستطع جامعة الدول العربية حسم هذا الموضوع الحيوى بها.. والمهم للغاية.. موضوع يهم الشعوب العربية كلها.. ثم هو موضوع بعيد عن السياسة التى تخيف بعض الدول وليس موضوعاً اقتصادياً له حساسيات مختلفة.. فهل تثبت الجامعة وجودها لأول مرة فى تاريخها.. أم أن كله عند العرب صابون!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية