x

مكاوي سعيد يا تاكسى الغرام كل يوم فيك جديد مكاوي سعيد السبت 06-02-2016 21:42


منذ أيام قلائل نظمت مجموعة من سائقى التاكسى الأبيض وقفة احتجاجية ضد شركتى «أوبر» و«كريم» اللتين تنقلان الركاب بتكلفة اقتصادية وفى سيارات خاصة من أحدث الموديلات بمجرد أن يتصل بهم طالب الخدمة عن طريق الهاتف المحمول ويتم الدفع إما عن طريق «الفيزا» أو نقدًا. وقال بعض السائقين المتضررين إن وقفتهم هذه للقضاء على ظاهرة استخدام السيارات الملاكى التى تضيّق عليهم أبواب الرزق، ونجح الأمن فى صرفهم على اعتبار أنه سيتم تحرير محاضر ضد هذه السيارات الخاصة التى تنقل الركاب، ولما أعرفه من أن هذه الشركات الجديدة لها سجل تجارى وبطاقة ضريبية وموافقة أمنية على النشاط، وإلا ما تركت هكذا تجوب المدينة.

أشك أن تنجح هذه المحاضر ضدهما، خاصة أنها تستخدم سيارات خاصة كباقى السيارات دون علامات مميزة، ولن تستطيع أن توقف شرطيًا عند كل ناصية ليسأل الزبون الخارج من السيارة هل هو قريب أو صديق لصاحب السيارة أم زبون!.. لذا أعرف أن موضوع الوقفات والاحتجاجات لن يتوقف. وسأقدم رؤية للمشكلة قد تكون صائبة أو جانبها التوفيق لعل التفكير فيها ينتج بعض الحلول. ويهمنى فى البداية التأكيد على أنى لست مع أو ضد أحد الطرفين، وأنى أتفق تماما مع مطالبهم المشروعة فى وقفتهم عند مجلس الوزراء الخاصة بالاعتراض على طلبات الحضور الدائمة أمام المحاكم لتأخرهم عن سداد الأقساط ومطالبة البنوك بمراعاة الظرف الاقتصادى الذى تمر به البلاد ويؤثر على دخولهم، لكن الاحتجاج ضد شركات أخرى منافسة يستلزم منا الرجوع إلى الوراء قليلا، عندما تمادى سائقو التاكسى الأسود فى إهمال سياراتهم وعدم محاسبة الزبون طبقا للعداد، ونسوا أنها سيارة لنقل راكب واحد أو مجموعة مع بعض، وأصبحوا يقفون أمام أى يد مرفوعة حتى لو معه راكب أو أكثر، وأصبحوا يتخيرون الأماكن التى يذهبون إليها، وعندما ضج الناس من هذه المعاملة ووصلت شكواهم إلى كل مكان، جاء مشروع التاكسى الأبيض فى وقته تمامًا بتعريفة محددة أرضت السائقين وأقلقت الركاب قليلاً لارتفاع التكلفة، لكن كان الأمر مبررًا، فالسيارات من طراز جديد ومكيّفة والسائقون فى تمام الانضباط، وظننا- كركاب- أن الأمر سيستمر لكن سرعان ما ارتد هؤلاء السائقون إلى نظام التاكسى الأبيض والأسود، يستخدمون السيارة كالميكروباص لركاب متعددين، يتوقف ويسألك عن المشوار ولو لم يعجبه أسرع بسيارته كأنك وباء، يعتبر العداد من مكملات الديكور ويقاولك على المشوار، بعضهم يبدأ التسول بمجرد ركوبك بقصص لا يغيرونها من عينة «بنتى محجوزة بتعمل عملية، ومطلوب أكياس دم، والكيس بـ300 جنيه».. أما التكييف الذى هو ضمن تعريفة العداد فيصر حضرته على أن تدفع 5 جنيه عشان تتكيف!.. عرفتوا من أين أتت الشركات الجديدة وسيأتى غيرها فى المستقبل.

وللتاريخ، ولمن لم يعلم، حدث أن انتشرت سيارات الأجرة بالقاهرة عام 1924 وتوقفت عربات «الكارو» والحنطور، مما أضر بالعربجية فنظموا مظاهرات حاشدة حتى وصلوا إلى بيت الأمة وهم فى منتهى الغضب وظلوا يصرخون بمطالبهم بإصدار قانون يمنع سيارات الأجرة من السير فى القاهرة، وقابلهم سعد وأنصت لهم وشرح لهم أهمية السيارات والمخترعات الحديثة، ثم قال لهم: إذا أردتم أن تتقدم مصر بسرعة الحنطور فسأخضع لرأيكم. وإذا أردتم أن تتقدم مصر بسرعة السيارة أو الطيارة فسوف أفعل ما تأمرون به. وصاح العربجية: بسرعة الطيارة. وهكذا انتهى الأمر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية