x

نيوتن عندما تصبح ثرواتنا نقمة نيوتن الخميس 04-02-2016 21:32


أعود لوزير الاستثمار. بدأت الأسبوع بالكتابة عنه. فى مقالى يوم السبت الماضى. وأختم به. لأنه قال كلاماً أو بالأدق نقل عنه ما يستحق الثناء والشفقة فى آن واحد. أما الثناء فهو رجل شجاع للغاية يطرح أفكاراً لم يجرؤ أحد على طرحها من قبل. أما الشفقة فلأنه حالم أكثر من اللازم. فى مجتمع يكره الأحلام. ويحارب الطموح. ويقضى عليها. خلاصة ما نقل عن الوزير أنه اشتكى للرئيس من عدم التزام عدد من المحافظات والجهات صاحبة الولاية على الأراضى بتقديم الخرائط التى لديها، وبعرقلة فكرة الشباك الواحد.

الأراضى فى مصر نعمة كبيرة. تحولت بين أيدينا إلى نقمة كبيرة أيضا. لأسباب عدة لن أخوض فيها. بل يكفى ما قاله الوزير. المعنى قبل أى أحد آخر بتوفير مناخ للاستثمار. لأنه لا سبيل أمامنا للنهوض بالوطن سوى جذب استثمارات أجنبية. والتى لن تأتى طالما أن المستثمر الوطنى يواجه العراقيل والصعوبات فى كل خطوة يخطوها. وستظل العقبة الرئيسية أمام انفتاح أبواب الاستثمار هى الأراضى. فلن يقيم مستثمر مصنعاً بغير أرض. لن نصدر حاصلات زراعية بغير أرض يزرعها المستثمر. لن نكتفى من الإنتاج الحيوانى والداجنى بغير مساحات متاحة من الأراضى. هى موجودة بالفعل لكن يعرقلها الروتين. تعطلها البيروقراطية. وتفتت الولاية على هذه الأراضى بين عشرات من الجهات الحكومية. محليات ومحافظات. هيئة تنمية عمرانية. هيئة تنمية سياحية. جهاز استصلاح أراض. وزارة الإسكان. وزارة الآثار. وزارة البيئة. وغيرها وغيرها. يعوق أى استثمار.

الوزير نفسه يشتكى من بطء هذه الهيئات وتلك المصالح. فما بالنا بالمستثمر الذى يدوخ هذه الدوخة. ثم نسأل: أين نتائج مؤتمر شرم الشيخ؟ أين ذهب المستثمرون؟ لماذا لا يأتى مستثمر جديد؟ لماذا يحاول الموجود الهرب من هذا المناخ وهذه البيئة؟ دول العالم تتسول المستثمرين. تبحث عنهم. تشجعهم. تسهل عليهم ولا تعرقلهم. توفر لهم ما يحتاجون. ليس لإرضاء المستثمر. لكن لتحقيق مصالح مشتركة للمستثمر وللوطن. وتكون الكفة الأرجح فى صالح الوطن. لأنه المستفيد الأكبر. فلم نر مستثمراً حمل مصنعه على ظهره وغادر. المستثمر يسعى دائما وأبدا للربح. كذلك الدولة. هنا تتلاقى المصالح.

طوال عمرى عشت مقتنعاً بضرورة وجود بنك للأراضى. ترأسه وتديره القوات المسلحة. التى بحكمها تملك وتسيطر على كل الأراضى أو معظم ما تبقى منها تقريبا. لكن أن أرى وزيراً يضع بنك الأراضى فى مشروع الشباك الواحد. فهذا ما أبهرنى. وأن يشكو الوزير أن هناك من يعرقل تحقيق حلمه. فهذا ما لم أستغربه. وأن يؤازره الرئيس ويدعمه فى حلمه فهذا ما أدعو إليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية