شددت الدول المشاركة فى التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش»، الثلاثاء، خلال اجتماعها فى روما، على عزمها على دحر التنظيم، وأعربت عن القلق من تنامى نفوذه فى ليبيا، دون إصدار قرار واضح بشأن التدخل ضد التنظيم فى معاقله فى مدينة سرت الليبية، رغم الأنباء التى ترددت عن قرب شن حملة عليه.
وإثر الاجتماع صرح وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى: «نحن اليوم هنا لنؤكد مجدداً الهدف الذى نتشاطره جميعا، أى محاربة (داعش)».
وأكد وزراء خارجية 23 بلدا أعضاء فى المجموعة، التى تمثل تحالفا من 66 بلدا، فى بيانهم الختامى: «سنكثف ونسرع حملتنا ضد (داعش)، ونكرر التزامنا بدحر هذا التنظيم الوحشى بشكل كامل».
وأعرب الوزراء عن عزمهم تكثيف الضربات الجوية، الأمر الذى طالب به وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، وتدريب قوات الأمن، الأمر الذى تقوم به إيطاليا، على أن تتولى النرويج عمليات نزع الألغام. وأوضح «كيرى» أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال بصراحة، منذ البداية، إنه لا نية لديه لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وهذا الأمر يشمل العراق وسوريا. وأضاف: «الرئيس أوباما لا يرى حلاً عسكرياً فى الأفق، ولكن يمكن أن يستمع لمقترحات من الجنرالات»، مستطرداً: «كذلك الأمر فى سوريا، فهو لا ينوى القيام بغزو عسكرى». ومن المقرر بحث تلك التفاصيل خلال اجتماع يعقده وزراء دفاع التحالف، الأسبوع المقبل، فى بروكسل.
وقال «كيرى» إنه سيناقش احتمال نشر قوات أجنبية إضافية على الأرض فى ليبيا، ولم يحدد الدول التى سيتم اختيار الجنود منها، وذكر أن «بعض الدول عرضت إرسال قوات إضافية على الأرض، وسيرجع الأمر للعسكريين فى الاجتماع كى يحددوا العدد والأشخاص وما هو متاح، وأن يروا إن كان من الممكن وضع ذلك فى الحسبان فى الخطوات للتحرك قدماً».
وقال وزير الخارجية البريطانى، فيليب هاموند، إن بلاده لا تعتزم نشر قوات قتالية فى ليبيا لكنها ستسعى لتقديم الدعم الاستراتيجى وفى مجال المخابرات لحكومتها الجديدة، فيما حذرت صحيفة «ديلى تلجراف» البريطانية من أن أى قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات يتم إرسالها إلى ليبيا ستكون هدفا لـ«داعش»، مع انتقاد عدم وجود رؤية لما بعد سقوط معمر القذافى، ما أدى إلى الفوضى.
كانت الصحيفة نقلت عن مصادر فى المخابرات الليبية قولها إن التنظيم يعمل على بناء «جيش من الفقراء» بتجنيد مقاتلين من دول أفريقيا الفقيرة، مثل تشاد والنيجر، مقابل مبالغ مالية، مشيرة إلى أنه يُطبق استراتيجية الزعيم الراحل معمر القذافى الذى جند آلاف المرتزقة من أفريقيا لخدمة جيشه وقمع أى ثورة ضده.
وقال وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر، الثلاثاء، إن القوات الأمريكية أطلقت عددا كبيرا من القنابل الذكية على أهداف لتنظيم «داعش» لدرجة أن مخزونها من الأسلحة المتطورة آخذ فى التناقص. وأضاف: «ولذلك فإننا نستثمر 1.8 مليار دولار فى عام 2017 لشراء أكثر من 45 ألف قنبلة إضافية»، وذلك فى إطار ميزانية قتال التنظيم، وفى السنة المالية 2017 خصص كارتر 7.5 مليار دولار، بزيادة بنسبة 50% عن 2016، لتمويل الحملة العسكرية.
فى سياق متصل، أقال المؤتمر الوطنى العام المنحل 10 من أعضائه على خلفية توقيعهم على اتفاق الصخيرات، الذى ترفضه السلطات الحاكمة فى طرابلس.