بدأ العد التنازلى للتدخل العسكرى الغربى ضد تنظيم «داعش ليبيا»، إذ تدرس إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فتح جبهة جديدة ضد التنظيم على الأراضى الليبية لمنع المتطرفين من إقامة معقل جديد لهم. ويرى مسؤولون أمريكيون وغربيون أن شروط التدخل العسكرى فى ليبيا التى يبحثها اجتماع روما الدولى المقرر الثلاثاء المقبل بمشاركة مصر، تشمل حسم تشكيل حكومة الوفاق، وإيجاد شريك على الأرض لمحاربة التنظيم، وأن تقر الأمم المتحدة التدخل، موضحين أن إيطاليا هى التى قد تقود هذا التحالف.
ويبحث التحالف الدولى فى 2 فبراير المقبل بروما حملته ضد تنظيم «داعش»، والتى ستشمل إمكانية التدخل العسكرى فى ليبيا. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيرى سيشارك فى الاجتماع، موضحة أن «الشركاء فى التحالف سيراجعون التقدم الذى سُجِّل حتى الآن، ويناقشون طرق تكثيف التزاماتهم فى كل الجهود من أجل إضعاف ودحر التنظيم».
وقالت الوزارة إن أطراف التحالف التى ستشارك فى الاجتماع هى مصر وأستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبى وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ونيوزيلندا وهولندا والنروج وقطر والسعودية وإسبانيا والسويد وتركيا والإمارات. كما تستضيف لندن الشهر المقبل اجتماعاً دولياً للدول المانحة لمساعدة وإعادة إعمار ليبيا تنظمه بريطانيا وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة.
وقالت مصادر ليبية من أعضاء المجلس الرئاسى الليبى إن اجتماع روما المرتقب سيُخصَّص لبحث حجم وطبيعة ومدة التدخل العسكرى الغربى فى ليبيا. وأكد البيت الأبيض، أمس الأول، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيلتقى نظيره الإيطالى سيرجيو ماتاريلا فى 8 فبراير المقبل لإجراء محادثات ستتضمن احتمالية تدخل عسكرى غربى فى ليبيا. وأضاف البيت الأبيض: «إيطاليا حليف مهم فى حلف شمال الأطلسى، وشريك قريب فى نطاق واسع من التحديات العالمية».
وتعد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خيارات لتدخل عسكرى قد يشتمل على شن ضربات جوية، أو إرسال قوة برية مدعومة من قبل الأمم المتحدة. وأرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة لتقييم الوضع ميدانياً وإقامة اتصالات مع القوى المحلية، لكن المسؤول الأمريكى نفسه أكد أنه «لم تتم صياغة أو اقتراح أى شىء» على البيت الأبيض.
وقال عسكريون ودبلوماسيون غربيون إن المجتمع الدولى يجب أن يعتمد على حكومة قادرة كشريك جدير بالثقة على الأرض قبل أن تتمكن من التدخل. وصرحت اللفتنانت كولونيل ميشال بالدانزا المتحدث باسم «البنتاجون» بأن «ليبيا بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية يمكنها التحالف مع الأسرة الدولية» لمواجهة تهديد الجهاديين. وفيما تتطلع واشنطن إلى إيطاليا لقيادة تلك الحملة بعد أن تقرها الأمم المتحدة صرح مسؤول فى «البنتاجون» مؤخراً بأن عملية التدخل فى ليبيا «قد لا تكون الحملة التى نتولى قيادتها». وقال مسؤول أمريكى عسكرى: «يجب التحرك قبل أن تصبح ليبيا ملاذاً» للجهاديين، «وقبل أن يصبح من الصعب جداً طردهم». وأضاف: «لا نريد وضعاً مماثلاً للوضع فى العراق أو فى سوريا»، حيث نجح الجهاديون فى السيطرة على مناطق واسعة.
وتمكن التنظيم الجهادى المتطرف من السيطرة على سرت مسقط رأس الزعيم الراحل معمر القذافى، وشن التنظيم الذى تفيد تقديرات غربية بأن عدد مقاتليه يبلغ نحو 3 آلاف، مطلع يناير الجارى، هجوماً على منطقة «الهلال النفطى»، حيث تقع مرافئ النفط الرئيسية فى ليبيا.