x

درية شرف الدين الهيمنة المدمرة درية شرف الدين الأربعاء 03-02-2016 21:43


منذ أيام، وفى مقال بصحيفة «تايمز» البريطانية، أشار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى أزمة يواجهها المجتمع الإنجليزى حاليا من جراء وجود الجاليات المسلمة به، الأزمة تتعلق- كما يُقال- بهيمنة الذكور من الرجال المسلمين على النساء المسلمات فى عائلاتهن، وهى هيمنة، كما وصفها، مدمرة، تدفع النساء المسلمات إلى عدم تعلم اللغة الإنجليزية وإلى الانعزال وإلى عدم الانخراط الحقيقى فى سوق العمل. قال إن هناك عنصرية على أساس النوع تُمارس فى أوساط العائلات المسلمة تحول دون اندماج المسلمات البريطانيات فى المجتمع الإنجليزى، وإن عليهن الآن كشرط للبقاء فى بريطانيا والتقدم للحصول على الجنسية الانخراط فى برامج إلزامية لتأهيلهن للتحدث بالإنجليزية بطلاقة.

لم يعلم بعد السيد كاميرون أن إجادة اللغة الإنجليزية والتحدث بها بطلاقة لن يحل وحده هذه الأوضاع، وأن المشكلة الحقيقية هى ثقافة الرجال الآتين من الشرق بكل موروثاتهم التى تختلط بها العادات والتقاليد بالعرف، بالفهم المشوه والمبتسر للتعاليم الدينية، بتخلف التعليم وبحدودية الثقافة العامة، كل ذلك يكوّن نظرة الرجل الشرقى للمرأة، هى دائما فى المنزلة الدُّنيا، هى فى المرتبة الثانية، هو صاحب الوصاية عليها، مالكها إن كانت ابنته، وسيدها إن كانت زوجته، تلك هى النظرة السائدة، خاصة إذا ما صادفت محيطاً من الفقر والجهل، ومن سطوة رجال الدين غير المؤهلين.

عندما ذهب لاجئون إلى ألمانيا، وفى سبع مدن منها ليلة رأس السنة حدثت حالات التحرش الشهيرة، فى ذهن هؤلاء أساساً أن السيدة أو الفتاة التى تخرج من بيتها إلى الشارع هى متاحة ومباحة، وضع اليد عليها ليس خطأ، وامتهان آدميتها ليس عيباً، منطق متخلف جاءوا به، ومن ناحية أخرى فإن تصور هؤلاء الرجال عن الأجنبيات أنه لا دين لهن أو خلق، وأن الشرف كله فى بلادهم فقط. فلماذا لا يقبلن التحرش؟

تنبهت النرويج إلى خطورة نظرة اللاجئين إلى المرأة، فقررت تقديم دورات تدريبية لهم تعلمهم احترام المرأة، وجعلت اجتياز تلك الدورات شرطاً للبقاء بها، ثم تبعتها بلجيكا التى لاحظت أن اللاجئين لا يحترمون النساء، وأن فعل التحرش ليس مُجرّماً فى عرفهم، فقررت هى الأخرى فرض تلك الدورات التدريبية، وبعد إنجلترا والنرويج وبلجيكا ستأتى البقية حتماً.

النساء الشرقيات فى بلاد الغرب، خاصة المسلمات للأسف، مازلن يتعرضن لممارسات تجرّمها تلك المجتمعات الغربية، الختان مثلا جريمة لا تسمح بها تلك المجتمعات فيذهب الآباء ببناتهم إلى بلادهم لختانهن هناك والعودة. إجبار الفتيات على الزواج ممنوع فى بلاد الغرب، الزواج بالقوة فعل ضد القانون لكنه يُمارس من قِبل تلك الجاليات. الجمع بين أكثر من زوجة ممنوع لكن التحايل عليه موجود، القسوة موجهة دائما إلى المرأة حتى استقر فى ذهن المرأه ذاتها أن ما يمارس ضدها هو الحق وهو العدل وهو الدين.

كافح الغرب كثيرا حتى أرسى حقوق المرأة وكرامتها وآدميتها، وهم لا يريدون العودة إلى الوراء.. وهذا حقهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية