x

عاصم حنفي المرأة شخصية العام عاصم حنفي الثلاثاء 12-01-2016 21:36


ولماذا لا نقيم تمثالاً كبيراً لست البيت نضعه فى ميدان التحرير.. على اعتبار أنها شخصية العام الحالى والماضى وكل الأعوام.. تمثال يعترف بفضلها على الناس والعباد.. وهى التى تلعب بالبيضة والحجر.. وتنظم شؤون الأسرة فشر أبلة نظيرة شخصياً.. وتتحايل على المعايش وضرائب الحكومة التقليدية والإضافية والتكميلية والتعجيزية.. فى ظل تدهور القيمة الشرائية للجنيه عاماً بعد عام.. والارتفاع الصاروخى فى الأسعار.. وقد استغنت عن اللحم والفراخ.. واستعانت بمكعبات الدجاج تعطى الأكل القرديحى شمخة الدسم والمسبك والمعمر.. وتتفنن فى طبخ الفول والبصارة، صابرة محتسبة.. تقود السفينة بثبات وحنكة يحسدها عليها الأخ حنفى وزير التموين الذى يتكلم كثيراً ولا نرى طحنا..!

ست البيت نموذج محترم بحق وحقيقى يجب تكريمه.. ولولاها لسقط ضحايا وانكشفت العائلات المستورة.. وانضم نصف الموظفين لقبيلة عشانا عليك يارب.. وظهرت علينا أمراض الأنيميا وفقر الدم..!

ولا تنسَ من فضلك أن ثلث سيدات مصر يصرفن على بيوتهن.. ويرسلن الأولاد والبنات للمدارس.. ويتكفلن فوق البيعة بإعاشة الزوج خالى الشغل.. بل يدخلن السجون بدلاً من أبوالعيال المقترض بضمان الزوجة ثم يتوقف عن الدفع فقراً.. فتتحمل الزوجة تبعات القرض.. ألف وألفين جنيه تقضيها بالسجن إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً..!

وست البيت فوق هذا كله هى التى تدافع عن التراث والحضارة والأصول والواجب والعادات والتقاليد.. هى المسؤولة بحكم تجارب التاريخ عن التربية والتعليم داخل المنزل.

الدكتور أحمد عكاشة، الغنى عن التعريف.. يؤكد أن المرأة هى التى تحدد مستقبل المجتمع.. يا أبيض يا أسود.. على اعتبار أنها المسؤولة عن تعليم وتلقين الطفل فى بداية التكوين القيم والمبادئ والأصول.. ثم يتكفل مدرس المدرسة بالباقى.. يعنى الاثنان الأم والمدرس مسؤولان عن مبادئ الأخلاق وأصول الضمير التى يتشربها الطفل فى بدايات البدايات.. ويحذر الدكتور عكاشة من المدرس الجاهل المتخلف ومن الأم الأمية، لأنهما مسؤولان عن تقدم أو تخلف المجتمع بعد ذلك.. الخيبة أن الأمية بين الأمهات ترتفع إلى ما يقرب من الخمسين فى المائة.. بما يعنى أن نصف نساء بلادى لا يجدن القراءة ويجهلن الكتابة.. وبالتالى هن فاقدات للتمييز فى عصر الكمبيوتر والإنترنت.. تابعات فقط لحضرة الزوج يتولى بالنيابة عنهن أمور القيادة والتحكم والتوجيه..!

لن ألوم الحكومة وحدها.. والعيب كامن فى المجتمع كله.. نحن مجتمع رجالى رغم كل ما تفعله وتقدمه المرأة.. نعانى الشيزوفرينيا السياسية والاجتماعية.. نعانى الفصام والازدواجية فى المعايير، والدليل أن المرأة التى شاركت فى فعل الثورة وجدت نفسها خارج المجتمع بعد ذلك.. مستبعدة تماماً من جميع المواقع التنفيذية العليا.. نحن شرقيون بامتياز.. تجرى الدماء الحارة فى عروقنا.. ولا يجوز ولا يمكن أن نسمح بأن تشاركنا المرأة التى مكانها الحرملك والناقصة عقلاً وديناً.. لا يمكن أن تشاركنا فى صناعة القرار..!

أقول لا ألوم الحكومة وحدها.. وقد هب المجتمع كله.. ضد تعيين مستشارة مرموقة فى المحكمة الدستورية العليا.. لماذا يا سيد.. لأنه لا يجوز للمرأة القوامة على الرجال..!!

نحن نسمح لها أحياناً من باب سد الخانة.. نسمح لها بتولى موقع نائب المحافظ ثم نخلعها فى أول تغيير.. نحن نسمح لها بتولى مواقع وزارية هامشية.. وزيرة بيئة.. قوى عاملة.. تأمينات.. هجرة.. ولكن وزارة سيادية.. لا وألف لا!

ذات يوم سمحنا لها بتولى وزارة الإعلام.. لكنها تجربة لم تستمر مع أن المرأة فى تقديرى أفضل من يتولى وزير الإعلام بحكم خبرتها التقليدية فى النميمة ونقل الأخبار.. وأفضل كوادرنا الإعلامية كانت من النساء.. سلوى حجازى.. أمانى ناشد.. فضيلة توفيق.. ليلى رستم.. نجوى إبراهيم.. تماضر توفيق.. درية شرف الدين.. ملك إسماعيل.. زينب سويدان.. سلمى الشماع.. وغيرهن كثيرات.. قبل أن يرزقنا الله بمذيعات من عينة ريهام وأخواتها..!

المرأة تستحق الإشادة والتكريم والاعتراف بالجميل.. وليس أقل من اختيارها شخصية العام الحالى والماضى وكل الأعوام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية