x

محمد الطويل العيار اللى ما يصبش.. محمد الطويل الإثنين 01-02-2016 21:20


* ما أحوجنا في هذه الظروف الراهنة إلى الانشغال بما هو مفيد والبحث فيما يجدى، ويعود علينا بالربح الوفير! فما يثير الدهشة والعجب أننا نتصارع في أمور لا طائل من ورائها، ما أصبح عادة وطبيعة بين أبناء شرقنا السعيد مثل: هل يناير ثورة أم لا، وهل 30 يونيو ثورة التصحيح أم الأساس، ومن الرابح ومن الخاسر من ورائها.. ومناقشة مجلس الشعب أمورا وقوانين بسيطة رغم أهمية دوره التشريعى والرقابى، والذى لن يجد من دون القيام به ملتحداً.
* وهنا أعداؤنا الدوليون والإقليميون يستغلون هذا المرض وهذه الحالة من «التولة والتوهان» أحسن استغلال، فهم يريدون هذا البلد على حاله كما هو، لا يتحرك، لأن تحرك مصر وتقدمها يعنى تقدم دول عدة، وحدوث تغير جذرى في خريطة المنطقة.. فهم بين الحين والآخر يطلقون أعيرة وقضايا ومنطقهم: «العيار اللى ما يصبش يدوش».. ونحن، على الجانب الآخر، بارعون في ابتلاع الطعم والوقوع في الفخ، مما يؤثر علينا سياسياً واقتصادياً وينسينا عدونا الحقيقى الذي يراقب خطواتنا بدقة.
* فها هي إسرائيل التي تتباكى على حالة السلام البارد مع مصر، ورفض التطبيع في كثير من المجالات- مستمرة في تنفيذ أهدافها وتهديداتها ضد دول مثل سوريا ولبنان، وتدق طبول الحرب منفذة تجارب حربية ضد غزة.
وبين الحين والآخر تتقدم بطلب رسمى لإحدى الدول العربية طالبة ما لا يقبل، ومصرحة بما لا يتفق عليه عاقل وما شهد التاريخ ببطلانه، وآخر هذه التصريحات أن جبل الطور بسيناء وما حوله ملك لهم وأنه امتداد طبيعى لحلمهم المزعوم، ويا ليت الأمر اقتصر على الحدود الجغرافية، بل تعدت البجاحة كثيرا من الأنشطة، مثل كرة القدم، حيث تقدموا بأكثر من طلب للعب مباراة مع بطل أفريقيا. وفى كل عام ومع التجهيز لدورة جديدة لمعرض الكتاب (الحدث الثقافى المهم) أرادت إسرائيل أن يزور المعرض وفد صحفى كبير، يتجول فيه لتغطية أحداثه! والمراد طبعاً ليس ما أعلنوا عنه، لأن فعاليات المعرض لا تخفى على أحد، خاصة في ظل التغطية الواضحة لوسائل الإعلام، ولكن هذا تمهيد للمطالبة بمشاركتها بجناح في العام المقبل بصورة رسمية، ثم نفاجأ في هذه الدورة رقم 47 بعرض كتاب بعنوان «ألف ليلة دوت كوم» ومؤلفه يعمل محللاً للشؤون العربية بالجيش الإسرائيلى.
* لا ننكر أن بيننا وبين أعدائنا اتفاقيات موقعا عليها، وأن فلسطين منذ عهد ياسر عرفات حتى أبومازن مندفعة نحو السلام وتتمناه، رغم تجريد الأخير من أي تأثير أو مشروعية تحفظ ماء وجهه أمام شعبه، ولا يخفى على أحد تربص وغطرسة إسرائيل.. ولكن الغريب هنا وما يحتاج لوقفة أننا ما زلنا متمسكين بالرفض الخافت فقط! علينا أن نضغط لتحقيق السلام، بدعوتها لأن تكون هي وحلفاؤها دولاً طبيعية.. مع استخدام مواردنا الطبيعية كورقة ضغط.
* قد يرى كثيرون أن هذا كلام إنشائى ومكرر، لكنه مدخل للتنبيه وإشارة إلى قضية في غاية الخطورة، نحن في أشد الحاجة إليها، وهى البحث عن عدو لخلق المنافسة.. فللأسف ما زلنا نبحث عن أصدقاء وعن مقرضين بتسهيلات.
إن الدول التي لا تملك عدواً تخسر الكثير، فصنع العدو أو وجوده يقوى الجيوش والأجهزة السيادية، ويخلق المنافسة الاقتصادية المعتبرة بين دولة ونظريتها، أما الدول المحرومة من الأعداء، فهى خاملة تكتفى بالعيش على فتات الآخرين، وتحقيق الأمان في ظل كنفهم، متكئين على مكاتبهم الوثيرة.
يقول آرباتشوف، رئيس وزراء روسيا في عهد جورباتشوف، مخاطباً الغرب: «سنسدى لكم أسوأ أنواع الخدمات.. سنحرمكم من وجود عدو...».
ليتنا نفقه كيف يفكر أعداؤنا.. وكيف نفكر نحن، فإذا لم نتعلم كيف نفكر، فسنصبح طعماً سهلاً لكل الأيديولوجيات.. وكيف نستفيد من وجود أعداء لنا وليس عدواً واحداً قبل أن يزداد الطين بلة.
والله من وراء القصد.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية