إنت يا عم.. أيوه إنت يا عم المحامى ياللى ماشى تقدم بلاغات للنيابة ضد كل من يختلف فكره عن فكرك المتخلف، وكل واحد يعدى تحت حبل غسيل بيتكم!.. واضح إنت فاضى ومكتبك بينش ولهذا قررت أن تكون محاميا تحت الطلب فتتقدم ببلاغات حسبة ضد المثقفين، طيب وفى الإجازات بتعمل إيه؟.. حلاق والذى منه، وترش الملح سبع مرات؟!.. ما علينا، أهى أرزاق برضه!.. لم أتفق يوما مع أسلوب إسلام البحيرى رغم وجاهة قضيته.. ولا أتفق كثيرا مع فاطمة ناعوت خاصة فى تلك التويتة التى جلبت لها المشاكل.. فى لقاء معها وكنا ضيفتين فى أحد البرامج أزعجنى منها أنها فى الفواصل كانت تحدثنى عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام باسمه مجردا غير مصحوب بلفظ «سيدنا» أو بالصلاة والسلام، لكنى لم أتردد فى الدفاع عنها فى وقت لاحق من خلال مداخلة عندما نصب لها أحد البرامج محاكمة على كتاباتها وكنت أرى تلك المحاكمة غير عادلة، لأننى أؤمن أننا جميعا لسنا أوصياء على بعضنا البعض، وأن الله عز وجل لا يحتاجنا للدفاع عن دينه!.. نعم أخطأ إسلام عندما تهكم على الأئمة، لكنها مصيبة أن نتهمه بازدراء الأديان.. نعم أخطأت ناعوت بسخريتها من إحدى الفرائض التى تنص عليها العقيدة لكن أن نكفرها ونتهمها بازدراء الأديان فتلك مصيبة أخرى!.. ولماذا لا نحكم بحرقها كالساحرات بالمرة مثلما كانت تفعل الكنيسة فى القرون الوسطى؟.. لماذا لا نتهم إبراهيم عيسى بالهرطقة مثلما فعل كهان تلك الكنائس فى ذاك الزمان مع الأدباء، وكان أشهرهم توماس مور الذى أعدم بتهمة الهرطقة؟.. يحضرنى سؤال آخر مهم، لماذا تراجع الأزهر عن بلاغه المماثل بازدراء الأديان ضد شعبان عبدالرحيم ولم يتراجع عن البحيرى وناعوت؟.. أتعلم لماذا يا حمادة؟.. لأنه اكتشف أن شعبولا ليس من المثقفين!!.. لن يجنى الأزهر من حبسه أى شعور بالزهو أو الانتصار على المثقفين الكفرة، بينما حبسه لن يتسبب سوى فى عكننة سائقى الميكروباصات والتكاتك.. وخلى بالك يا حمادة أن سائقى الميكروباصات والتكاتك ليسوا من المثقفين أو حتى القارئين لأى شىء، بل هم من المغيبين الذين يؤمنون بأن شيخ الجامع هو خليفة الله فى أرضه، وهم خميرة جاهزة لتوريد المتطرفين والإرهابيين المنقادين للفكر السلفى والوهابى، فإزاى بقى نزعلهم ونعكنن عليهم؟.. الشىء الأغرب والأعجب فى كل ما يحدث هو لماذا لا تتدخل الرئاسة أمام هذا التوحش فى استخدام الحسبة؟.. فيه حاجة غلط تحدث وتسير عكس ما يقول التاريخ!.. التاريخ يقول إن السلاطين والخلفاء كانوا يلجأون للشيوخ لتكفير الأدباء والفلاسفة عندما كانوا يشعرون بالخطر على سلطانهم، لأنهم فى الواقع كانوا خلفاء ضعافا واتسم عهدهم بالضعف.. مثلا فى عهد الخليفة المنصور، عندما وجد أن العالم الفيلسوف ابن رشد أصبحت له مكانة عالية فى نفوس العامة، بالإضافة لاعتراض ابن رشد على بعض سياسات الخليفة المنصور.. ولأن كما قال عبدالله بن المقفع: «إن أنت أصدقت السطان قولاً، أغضبته»، فكان لابد من التخلص من ابن رشد.. ولأن الخليفة كان يخشى رد الفعل الشعبى لجأ لفتاوى الشيوخ لتشويه صورة ابن رشد أمام الناس ليقنعوهم أن كتاباته حرام ولابد من حرقها وحرقه، وقد كان.. يبدو أننا يجب أن نبوس إيدنا وش وظهر أنه لم يصدر حكم مثل الذى صدر ضد المفكر العربى عبدالحميد الكاتب، كاتب ديوان البلاط الأموى، الذى أمر العباسيون بقتله عن طريق وضع طشط محمى على رأسه... من شدة غيظهم من رأسه والفكر الذى احتواه.. لذلك أنا أتعجب جدا من صمت الرئاسة أمام هذا الإرهاب الذى يتعرض له المثقفون، لأن السيسى حاكم قوى، وتجمعه بالشعب قصة حب فريدة.. يعشقونه ويعشقهم.. يتمنون نجاحه وهو لا يتوانى عن خدمتهم.. إذن ما يحدث الآن من تنكيل بالمثقفين لا يحتاجه السيسى فى أى شىء فلماذا لا تحمى الرئاسة المثقفين؟.. ألا يوجد بالدستور مادة تحمى حرية الرأى والتعبير؟.. إذن تلك البلاغات التى قدمت ضد البحيرى وناعوت وأحمد ناجى وحتى انتصار، جميعها تخالف تلك المادة من الدستور!.. عندكش يا حمادة محامى تحت الطلب يرفع لنا على الأزهر قضية ازدراء الدستور، أم أنك خرّطت الدستور وعملته ملوخية؟.. عملته ملوخية؟.. ألف هنا وشفا!
www.facebook.com/ghada sherif