x

علي والي مفتاح نجاح الاقتصاد (2) علي والي الثلاثاء 26-01-2016 21:10


■ «البركة فى الشباب» كلمة نسمعها كثيراً من المديرين فى أى مكان عندما يتعاملون مع شاب جاء بأفكار جديدة.

ردى الدائم على هذه الجملة أن «دنج شياو بنج» «Deng Xiao Peng»، الذى قاد تطوير الصين، وعمل المعجزة الاقتصادية فى الفترة الماضية، بدأ تطوير الصين عندما كان عمره 74 سنة. أى أن البركة ليست فى الشباب ولكن البركة فى الكفاءات.

ولذلك فعلينا أن نبعد تماماً عن الجمل الرنانة ونتجه للكفاءات.

■ كيف يمكننا جذب الكفاءات فى الـ11430 وظيفة إدارية بالدولة؟

ثلاث خطوات: الخطوة الأولى تقييم الفريق الحالى، فيوجد الكثير من الكفاءات الجيدة ولكنها غير مكتشفة، السؤال: كيف يمكن اكتشافها؟ من الممكن أن نقول إننا سنقيّم إجادتهم للغة الإنجليزية أو لاستخدام الكمبيوتر. ولكن فى الحقيقة، هذا اتجاه خاطئ؛ لأنه من الممكن أن تكون لغته ضعيفة ولكنه مدير جيد يحقق الأهداف. إذاً بدون الهدف الرئيسى للدولة، الذى يتبعه أهداف لكل مدير ومؤشرات لقياس الأداء لكل واحد، لا توجد وسيلة لاكتشاف الكفاءات داخل الجهاز الإدارى الحالى.

هل نترك هؤلاء المديرين ونجذب مديرين آخرين من تحتهم أو من القطاع الخاص؟ بدون الهدف فلن نستطيع تقييم أو اكتشاف المدير الجيد.

الخطوة الثانية هى بناء أنظمة لاكتشاف الكفاءات الشابة داخل الجهاز الإدارى. والخطوة الثالثة هى بناء قاعدة بيانات للكفاءات الإدارية الجيدة من خارج الجهاز الإدارى.

■ مَنْ سيدير هذه المنظومة؟

فى الصين، تم تعيين رجل واحد معه فريق عمل صغير. فى وظيفة مدير الموارد البشرية لهؤلاء المديرين «فى الصين»، هذا الرجل يتبع أعلى سلطة بالدولة. لماذا؟ لأنه يدرب، ويؤهل ويقيّم وينقل المديرين من مكان إلى آخر.

هذا الرجل من داخل الحزب الشيوعى بالقطع، ويُعتبر من أقوى 7 رجال بالحكومة الصينية، ولولا تبعيته لأعلى سلطة لكان من المستحيل بالنسبة له أن يدرب الجميع، وينقل من يريد من وظيفة إلى أخرى، فمثلاً فى عام 2004 قرر نقل رؤساء 3 أكبر شركات للمحمول (المملوكة للحكومة) ليبدلوا مكان بعضهم. فرئيس فودافون مثلاً يصبح رئيس اتصالات ورئيس اتصالات يصبح رئيس موبينيل ورئيس موبينيل يصبح رئيس فودافون.

ما أردت الإشارة إليه من هذا المثال هو القوة النافذة لعمل التغيرات.

ولكن الصين تعمل منذ عام 1990 بالأهداف. فمن يحقق أعلى نمو اقتصادى فى الناتج المحلى يتم ترقيته. وهذا هو سر التقدم. مع ذلك وجود هيئة عليا أو فريق أعلى للموارد البشرية يتم عمل التطوير بصورة أسرع. فنحن دولة بطيئة ككل الدول النامية، ولذلك فإحداث التغيير السريع لابد أن يكون من سلطة عليا يسمع لها الجميع.

النموذج الصينى فى إدارة الموارد البشرية لأعلى 11430 وظيفة إدارية «فى الصين عدد هذه الوظائف أكبر» لابد أن تتم دراسة كيف يمكن الاستفادة منه.

فى المقال القادم، سأتحدث عن آلية التطبيق فى مصر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية