x

سمير فريد مبدع طليعى بالقلم والكاميرا سمير فريد الجمعة 22-01-2016 21:16


فقدت السينما المصرية الناقد والباحث والمخرج صبحى شفيق الذى ولد فى القاهرة يوم 5 أكتوبر عام 1931، وتوفى على الأرجح يوم 13 يناير، فقد كان يعيش وحيداً فى منزله بالجيزة، ووجد ميتاً يوم 14 يناير.

عرفت مصر النقد السينمائى مع العروض الأولى لأفلام سينما توجراف لوميير الفرنسية عام 1896، ثم الأفلام المصرية القصيرة منذ عام 1907، والطويلة منذ عام 1923، ولكن نقاد ومؤرخى السينما منذ منتصف العشرينيات حتى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادى الماضى، كانوا ما بين سينمائيين يمارسون النقد على هامش صُـنع الأفلام، أو صحفيين يمارسونه على هامش عملهم الصحفى، الذى اختلط أيضاً مع العمل فى الدعاية للأفلام.

وفى منتصف الخمسينيات، تطور النقد السينمائى فى مصر تطوراً كبيراً من خلال مقالات مخرج السينما التسجيلية الرائد سعد نديم، ومخرج المسرح والراديو كامل يوسف، وكانا ينشران مقالاتهما فى جريدة «المساء»، وفى نفس الفترة أسس يحيى حقى ندوة الفيلم المختار فى حديقة قصر عابدين، والتى كان يديرها عبدالحميد سعيد، وشهدت نشرتها الكتابات الأولى للعديد من النقاد الذين جمعوا بدورهم بين النقد وإخراج الأفلام التسجيلية، مثل أحمد الحضرى وهاشم النحاس وأحمد راشد وصبحى شفيق، الذى أخرج أيضاً فيلمه الروائى الطويل «التلاقى» عام 1972، ومن هذا الجيل المؤسس للنقد السينمائى المنهجى فتحى فرج الذى حاول كتابة السيناريوهات، وكان هذا الجيل مثل جيل الموجة الجديدة فى فرنسا والسينما الحرة فى بريطانيا فى نفس العقد السادس من القرن، يجمع بين النقد والتنظير والإبداع. ولم تشهد مصر النقاد والمؤرخين الذين يتفرغون تماماً للنقد والتأريخ إلا مع جيل الستينيات.

ويمثل نقد صبحى شفيق نقطة التحول بين الجيلين، فقد كان الوحيد من جيله الذى أتيح له أن ينشر مقالاته النقدية فى «الأهرام» فى بداية الستينيات، وبالتالى كان تأثيره أكبر من مجايليه الذين نشروا مقالاتهم فى مجلة «المجلة»، وغيرها من المجلات والنشرات الموجهة إلى النخبة وقد عرفتُ النقد السينمائى، وأحببتُ أن أكون ناقداً سينمائياً من خلال قراءة مقالات صبحى شفيق فى «الأهرام»، أثناء دراستى الثانوية.

وبسبب طبيعة صبحى شفيق الشخصية، التى اتسمت بالتمرد حتى على جمع مقالاته فى كتاب، وفى عيد ميلاده السبعين عام 2001، راعنى أن يسأل بعض النقاد الشباب من يكون، وكان على أبوشادى رئيساً للمهرجان القومى، وقرر تكريمه فى الدورة السابعة عام 2002، ووافق على أن أقوم بإعداد الكتاب التذكارى عنه، فعكفت على جمع مختارات من مقالاته عدة شهور، وصدر الكتاب، وذكرتُ فى نهاية المقدمة أنه «تحية إلى أستاذ تعلمتُ منه كما تعلم غيرى، ولعله يقبل هذه التحية فى عيد ميلاده السبعين».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية