x

هاني السلاموني التنمية سلاح يهزم الإرهاب في سيناء هاني السلاموني الخميس 21-01-2016 21:24


سيناء أرض الفيروز وبوابة مصر الشرقية تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويسكنها 554 ألف نسمة وتمتلك سيناء وحدها نحو 30% من سواحل مصر بالإضافة إلى ١٣ نوعا من الخامات المعدنية وبكميات كبيرة، فعلى سبيل المثال احتياطيات الرخام تبلغ ١٠ ملايين متر مكعب، فضلاً عن مليون طن من الحجر الجيرى و٨٠٠ مليون طن من الطفلة و١٩ مليون طن من الجبس و٢ مليون طن من الكبريت و٢٠ مليون طن من الرمال السوداء و٤ ملايين طن من الرمال البيضاء و٢٧ مليون طن من الفحم بمنطقة المغارة، كما توجد إمكانيات لاستيعاب مصانع للحديد، والرمل الزجاجي والكريستال والمواسير والخزف والعوازل الكهربائية. وسيناء هي المورد الأول للثروة المعدنية في مصر. ففي الغرب منها تتدفق أنهار من البترول عبر الآبار الموجودة داخل وحول خليج السويس ويصل إجمالي الاحتياطي من البترول في هذه المناطق حوالي مليون و162 ألف طن متري. أما شرق سيناء فهو غنى بعدد مميز من المعادن مثل النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز والألبايت والفلوريت والبايريت والطمى الكربونى هذا بالإضافة لكميات من اليورانيوم في وادى علاقة ووادى الشاوه بالإضافة إلى أنقى وأجود أنواع الفيروز في سرابيت الخادم وجبل أبوصويرة. كما يوجد بوادى نبق أكبر مخزون من مادة السيراميك على مستوى العالم ولم يستغل حتى الآن.

كل هذه الثروات لم تستغل منذ استكمال تحرير سيناء في الخامس والعشرين من إبريل عام 1982 بعد احتلالها في حرب الخامس من يونيو 1967، خمسة عشر عاما قضاها أهل سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلى الذي استغل ثروات سيناء الطبيعية أسوأ استغلال حيث استهلكت إسرائيل 30% من آبار المياه العذبة في سيناء ونقلت 40% من الحياة البحرية بغرض إعادة توطينها حول شواطئ فلسطين المحتلة، كما سرقت ربع ثروة سيناء من الأحجار الكريمة والرخام في عمليات تعدين ونقل عملاقة غير مسبوقة، وسرقت منجمين للذهب في سيناء وأفرغتهما من محتواهما بالكامل، كما استغلت إسرائيل أرض سيناء في زراعة الزهور والنباتات الطبية والعطرية وصدرتها بمئات الملايين من الدولارات، محققة في فترة الاحتلال من زراعة الورود فقط مبلغ 2 مليار دولار.

وبعد نهاية الاحتلال انتظر أهل سيناء بدء الدولة المصرية في تنمية سيناء وتوفير حياة كريمة لهم ووظائف لائقة كتعويض عن معاناتهم من الحروب والاحتلال، إلا أن الدولة المصرية ركزت فقط على إنشاء المنتجعات السياحية الفاخرة والتى لم توفر سوى النذر اليسير من الوظائف لأهل سيناء بالإضافة إلى تدنى حالة الخدمات الصحية والتعليمية المتدنية والأسوأ من هذا معاناة أهل سيناء من القبضة الأمنية المتشككة والنظرة بأن كل أهل سيناء إما مهربى سلاح أو مخدرات أو بشر ووصل الحال لتهميش بعض القطاعات من أهل سيناء وهذا هو مكمن الخطر حيث إن محاربة الإرهاب والانتصار عليه تحتاج لظهير اجتماعى من أهل سيناء الذين يحق لهم بأن يتمتعوا بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة كما يحتاجون لإشراكهم في برامج مستدامة للتنمية تحقق لهم عوائد اقتصادية مناسبة، فمثلاً المساحة المستغلة للزراعة لا تزيد على 175 ألف فدان بينما هناك ١،٤ مليون فدان صالحة للزراعة وتقع على ساحل خليج السويس وحوالي ٤٢ ألف فدان على ساحل خليج العقبة بدون استغلال بالإضافة لتوفر مراع طبيعية تسمح بالتوسع في الثروة الحيوانية والتى تبلغ حالياً 265 ألف رأس من الغنم والماعز والجمال وبعض الأبقار والجاموس ويمكن مضاعفة هذه الأرقام لو تم التركيز على تطوير المراعى وحصل الأهالى على سلالات عالية الإنتاج من الألبان واللحم ودعم فنى خاصة لو تم الاستفادة من الأمطار في جنوب سيناء حيث تصل كمية مياه الأمطار إلى 100 ملى متر في السنة في العريش وترتفع إلى 300 ملى متر في السنة في رفح ويمكن أن تستغل مياه الأمطار في الزراعة والرعى معاً مما يؤهل سيناء للمساعدة في سد الفجوة الغذائية في مصر.

كما أن صناعة صيد الأسماك تحتاج للتحديث خاصة مراكب صيد الأسماك في الطور ودهب والكُنيسة، وأبونيسا، وأبوديسا، ورأس سدر. ويمكن تطوير ميناء الطور ليصبح مركزاً صناعياً لحفظ وتداول وتصنيع الأسماك حيث يوجد به حالياً رصيف يمكن أن يخدم حتى ١٥ مركبا متوسطة الحجم في المرة الواحـدة وهو عدد بسيط جداً نحتاج لزيادة قدرته الاستيعابية أو إنشاء رصيف آخر لخدمة مزيد من مراكب الصيد كما يجب تطويرالميـناء لتقديم خدمات متعددة مثل توفير الثلج لتبريد حصيلة الصيد والوقود وخدمات الصيانة لمراكب الصيد، وكذلك للتخلص من مخلفـات الزيـت والقمامـة. كما أن بحيرة البردويل في شمال سيناء والتى يبلغ طولها 130 كم من أهم مصادر الثروة السمكية في مصر والأهم هو أنها خالية من التلوث وتحتاج البحيرة إلى إنشاء موانئ صيد وإلى مجتمعات تنموية متكاملة توفر فرص عمل والأهم توفير مصدر بروتين رخيص وصحى سواء للاستهلاك الداخلى أو للتصدير.

إن سيناء يمكن أن تكون مرشحة وبقوة لو خططنا ونفذنا بشكل صحيح لأن تصبح نموذجا تنمويا لا يقل عن هونج كونج أو سنغافورة أو جبل على في دبى نموذج جاذب للفرص وللموارد البشرية كثيفة التواجد بالدلتا والصعيد وبدلاً من استهلاك مواردنا في حرب عسكرية ضد عصابات الإرهاب يمكن أن تضيف سيناء لمواردنا وصادراتنا قيمة مضافة لاقتصادنا المنهك والأهم هو الانتصار على الإرهاب ودحره إلى الأبد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية