x

محمد أمين سلّم نفسك يا فندم! محمد أمين الأربعاء 13-01-2016 21:31


سيادة المستشار هشام جنينة: سلّم نفسك.. قدم استقالتك.. للأسف، لم أجد شيئاً أدافع به عنك.. نقابة المحامين كلها لن تفلح فى الدفاع عنك.. لقد وضعت نفسك بين فكى الكماشة.. ليس لأنك قلت «فيه فساد».. لا.. فلا أحد يُنكر الفساد.. لا الرئيس السيسى، ولا رؤساء الوزارات، على مدى ربع قرن.. وإلّا فلماذا كان جهاز المحاسبات أصلاً؟.. ولماذا كانت الرقابة الإدارية؟.. الخطيئة الكبرى فى الشوشرة على مصر!

ليس عند الرئيس السيسى ما يُخفيه، ولا يوجد عند الحكومة أى مبرر للطرمخة أبداً.. ولذلك كان الرئيس حاسماً حين أحال الملف إلى لجنة تقصى حقائق، ثم أحاله إلى مجلس النواب.. أصبحنا نرى «دولة مؤسسات» تتحرك على الأرض.. لا أحد أطاح برئيس جهاز المحاسبات، ولا أحد قرر عزله فجأة.. الدستور «يحظر» العزل، وقانون الجهاز نفسه يُحصّن «جنينة».. لكن، لا الدستور ولا القانون يمنع من «المحاكمة»!

الأرقام التى أعلنها هشام جنينة كانت «مفبركة».. فلا يمكن أن تكون فاتورة الفساد 600 مليار جنيه.. مستحيل.. ولا يمكن أن يكون رئيس الجهاز يتكلم على سبيل المبالغة.. هنا كانت السقطة الكبرى.. وكانت التساؤلات متى؟.. وأين؟.. ولماذا؟.. وكيف؟.. وما هو المقصود؟.. ومن وراء «جنينة»؟.. هل يريد أن يطعن الوطن؟.. هل تُحركه جماعة هنا أو هناك؟.. هل «يوظف» المعلومات لضرب نظام السيسى نفسه؟!

للأسف، استدعى الناس فوراً ما أعلنه الأستاذ هيكل عن ثروة مبارك.. هل يعقل أن يكون الرئيس الأسبق قد هرّب 70 مليار دولار؟.. فكرة ضرب الأرقام.. يومها قال هيكل إنه اعتمد على ما نشرته «الجارديان».. بعدها اعتذرت الصحيفة ذات الانتماء القطرى الإخوانى، فى صفحة داخلية.. كان الاعتذار فى حدود 5 سم.. لا يراه أحد.. هكذا كان الهدف ضرب مبارك.. وهو ما فسره البعض بأن جنينة «يضرب» السيسى!

فى كل الأحوال، سوف يُحاكم جنينة.. مرة أخرى، ليس لأنه كشف الفساد.. لجنة تقصى الحقائق نفسها لا تنكره.. لكنها تنكر الأرقام المعلنة.. وكما يقال فى لغة قضاة النقض.. هناك فساد فى الاستدلال.. وأخطاء فى التسبيب.. وتضليل الرأى العام، وإساءة استخدام الأرقام.. معناه أن جنينة وقع فى المصيدة.. ما يستدعى فقدانه الثقة والاعتبار، وبالتالى عزله من رئاسة الجهاز.. فهل تركه السيسى للبرلمان يحدد مصيره؟!

الآن على «جنينة» وحده أن يستعد للدفاع عن نفسه.. لماذا لجأ إلى الإعلام، ولم يرفع تقريره للرئيس؟.. هل لديه دفوع مقنعة حول الـ600 مليار؟.. هل دسّ أحد عليه هذا التقرير؟.. هل تسرّع فى الإعلان عنه؟.. ما قاله عن تكلفة الفساد يصل إلى ميزانية دولة.. فهل مازال عند موقفه؟.. كيف يواجه البرلمان عند استدعائه؟.. هل يتقدم باستقالته؟.. هل يتمسك بموقفه للنهاية؟.. هل كان يريد أن يكون بطلاً وشهيداً؟!

باختصار، ثورة الرأى العام على المستشار هشام جنينة ليست من أجل نظام أبداً.. لكنها من أجل مصر.. لأن ما قاله رئيس الجهاز «يضرب» مصر فى مقتل.. يقطع عنها الحليب والرايب.. كما يُقال.. يحرمها من الاستثمار.. يجعلها «دولة فاسدة».. فهل هذا ما يريده هشام جنينة؟.. ولحساب مين؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية