x

«الإفتاء»: مخطط غربي لتقسيم المنطقة وإنشاء دولة لـ«داعش»

الأحد 03-01-2016 15:26 | كتب: أحمد البحيري |
مؤتمر صحفي للدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية - صورة أرشيفية مؤتمر صحفي للدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية - صورة أرشيفية تصوير : أحمد طرانة

كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، الأحد، أنه رصد مواد إعلامية وكتابات غربية تؤكد سعي كتاب ومثقفين قريبين من صناع القرار، من الترويج لفكرة تقسيم العراق وسوريا، وإقامة دولة سنية بين البلدين تضم عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وتحظى بدعم وتأييد الدول السنية في المنطقة.

وأكد المرصد، في تقرير الأحد، أن هذه الأفكار هي بداية مشروع تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية وقومية، لتحل الدويلات محل الدول، وليكون الأساس العقائدي والطائفي والعرقي هو المحدد لطبيعة الدولة وعلاقاتها الخارجية، وبالتالي فإن تنفيذ هذا المخطط يعني بدء تحقق مخطط التقسيم فعليا وعلى أرض الواقع.

ولفت المرصد إلى أن عددًا من وسائل الإعلام الغربية، مثل موقع الإذاعة البريطانية ومجلة «الفورين آفيرز» وصحيفة «نيويورك تايمز»، نشرت مواد رأي تطرح فكرة التقسيم على أسس عرقية وطائفية كحل نهائي لأزمة الشرق الأوسط، وتضمن المقترح إقامة دولة للأكراد شمال سوريا، بينما يتم إقامة أخرى سنية شمال شرق سوريا وغرب العراق، تكون مقرًا للسنة المؤمنين بأيديولوجية «داعش» والموالين لها، بحيث يتم جلب كل العناصر من مختلف البلدان ليسكنوا تلك الدولة الحديثة، كما يتم دمج هذه الدولة في النظام الدولي والإقليمي، والاعتراف بها كدولة سنية خالصة، وهو مقترح شديد الخطورة يُهدد المنطقة بأسرها بتقسيم طائفي وعرقي يكون شرارة لحروب عرقية وأهلية طاحنة، يُخطط لها أن تنتشر لفترة من الزمن في العالم العربي والإسلامي.

وشدد المرصد على ضرورة رفض كل مقترحات التقسيم، كونها تمثل مشكلة وليس جزءًا من الحل، كما أن معضلة التطرف والإرهاب لا يمكن القضاء عليها بإنشاء دولة أو كيان دولي حاضن وداعم لها، بل على النقيض تماما، ينبغي تقويض كل الكيانات والمؤسسات الداعمة والمتعاونة مع هذا التيار وتلك الأفكار، لتصبح دون سند حقيقي على الأرض، ومطاردة في كل المناطق والبلدان، حتى لا تتوطن في منطقتنا فتجلب للمنطقة بأسرها الدمار والخراب.

ونبَّه المرصد إلى أن الدولة المراد إنشاؤها شمال شرق سوريا وغرب العراق، هي أقرب لنموذج دولة طالبان في أفغانستان، كعنصر ضعف وتوتر دائم يمكن استخدامه أو التذرع به للتدخل في المنطقة وفرض أنماط من القوة والعلاقة بين الدول، مؤكدا أنها ستنتهي كما انتهى حكم طالبان بأفغانستان من خلال التدخل الدولي هناك، وإقامة نظام هش لا يمكنه فرض السيطرة أو الأمن.

ودعا المرصد كل دول وشعوب المنطقة إلى التنبه لهذا المنزلق الخطير، والذي تريد بعض الجهات الخارجية دفع المنطقة باتجاهه لتفتيت الدول والكيانات الإقليمية القوية، لتحل محلها دويلات ضعيفة قائمة على أسس طائفية وعرقية، تحمل بذور الصراع والصدام، وتنتفي معها فرص التعاون والتكامل بين دول المنطقة.

وأكد المرصد ضرورة التمسك بمبدأ المواطنة كأساس لقيام الدول واستمرارها، فهو يضمن استقرار الدول وتماسكها، وحقوق الأفراد وحرياتهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية