استنكر مرصد «الإسلاموفوبيا»، بدار الإفتاء، الأحد، طرد 200 عامل مسلم من مصنع أمريكي لتعبئة اللحوم، بمدينة فورت مورجان بكولورادو، بسبب حرصهم على أداء الصلاة في مواقيتها أثناء وقت العمل.
جاء ذلك بعد أن غيرت الشركة المالكة للمصنع سياساتها ضدهم، حيث كانت وفّرت عام 2009 غرفة مخصصة للموظفين المسلمين من أجل أداء الصلوات فيها، وبعد منع الشركة للعمال من صلاة الجماعة قاموا- وأغلبهم صوماليون- بتنظيم إضراب عبّروا فيه عن احتجاجهم على عدم كفاية وقت إقامة الصلوات، فقامت الشركة بطردهم.
وأشار المرصد، إلى وجود تقارير عدة تؤكد أن هؤلاء العمال أكفاء، وليس هناك أية مشكلة أخرى بشأنهم، وأنهم يشعرون بأن فقدانهم لأداء الصلاة أسوأ من فقدانهم وظائفهم.
وأضاف المرصد، أن الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الوقائع المنتشرة في الولايات المتحدة وأوروبا في إطار تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الآونة الأخيرة، حيث يعاني المسلمون من التمييز والاضطهاد في أماكن العمل فيتم حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم على نحو متزايد.
وأعرب المرصد، عن قلقه من انتشار موجات التمييز والعنصرية ضد المواطنين الأمريكيين المسلمين في المجتمع الأمريكي والذي يمثلون ما يزيد عن 8 مليون نسمة، وهم أعضاء عاملون وفاعلون في المجتمع الأمريكي، مؤكدًا أن هذا الفعل العنصري يخالف كافة الأعراف وقوانين حقوق الإنسان، ويخالف كذلك وثيقة الحقوق بالدستور الأمريكي، والتعديل الأول له والذي يحمي الحق بممارسة المرء لدينه دون تدخل.
وأشار المرصد، إلى أن محاولة تبرير الشركة ما فعلته بأنها تقوم بكل المحاولات لتوفير أماكن إقامة الشعائر الدينية لكل الموظفين، بقدر الاستطاعة شرط ألا يتسبب ذلك في انقطاع العمل، أمر غير منطقي، فأقصى مدة لساعات العمل لا تزيد عن ثماني ساعات، وهي مدة تضم ما بين صلاتين إلى أربع على أكثر تقدير طبقًا لمواقيت الصلاة في ولاية كولورادو، ومدة الصلاة لا تزيد عن عشر دقائق، وأنه لو عرض على العمال خصم مدد الصلاة من وقت العمل لرحبوا بذلك لحرصهم على أدائها، كما يمكن للشركة إتاحة الصلاة للعمال المسلمين في مجموعات، وهو ما سيتقبلونه لأنه يضمن لهم الصلاة في جماعة.
ودعا المرصد المنظمات الحقوقية والعمالية والإسلامية الأمريكية إلى الوقوف إلى جانب العمال المسلمين المفصولين، بسبب حرصهم على أداء الصلاة؛ لأن هذا الفصل يُعد انتهاكًا صريحًا لمبدأ حرية العقيدة.
وأضاف، أن ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية يقي المجتمع الأمريكي من التطرف، ويساعد على اندماج المسلمين اندماجًا فاعلًا في مجتمعهم، فيكونوا حائط صد منيع أمام المتطرفين الذين لا يقتصر خطرهم على وطن الآن.
كما حذر المرصد الحكومة الأمريكية، من تداعيات استمرار هذه الأفعال العنصرية ضد المسلمين، لأنها تزيد من انتشار مشاعر الكراهية والتعصب ما يترتب عليه اضطرابات تؤثر على استقرار المجتمع، كما يعطي الفرصة للمتطرفين من الطرفين لاتخاذ هذه الأفعال ذريعة لأعمال إرهابية.