x

«شورى النواب»..أول مجلس فى عهد الخديو إسماعيل

الجمعة 01-01-2016 19:24 | كتب: ماهر حسن |
الخديو إسماعيل الخديو إسماعيل تصوير : اخبار

لم يكن فى مصر هيئة نيابية تمثل الشعب حين ولى الخديو إسماعيل الأمر فى 1863، وكانت البلاد محرومة من هيئة نيابية منذ إبطال مجلس الشورى الذى أسسه محمد على سنة 1829، وكان بمثابة أول هيئة نيابية ظهرت فى عهد الأسرة العلوية، ثم انقضى عهد عباس وسعيد دون أن يجتمع مجلس الشورى أو أى مجلس يشبهه فلما تولى إسماعيل فكر فى إنشاء مجلس الشورى على نظام جديد دعاه «مجلس شورى النواب».

وأنشئ المجلس سنة 1866 ووضع إسماعيل نظامه فى لائحتين عرفت الأولى باللائحة الأساسية وهى مؤلفة من 18 مادة تشتمل على بيان سلطة المجلس وطريقة انتخاب أعضائه وموعد انعقاده فيما سميت اللائحة الثانية باسم (نظامنامة) أى لائحة النظامية وهى أقرب لكونها لا ئحة داخلية للمجلس وهى تتألف من 61 مادة ومن خلال هاتين اللائحتين نقف على نظام المجلس ومدى سلطته ومما نستخلصه من هاتين اللائحتين أن المجلس لم تكن له سلطة قطعية وإن كان يصدر قرارات فيما يعرض له من شؤون إلا أن هذه القرارات لا تعدو كونها «رغبات» يتم دفعها للخديو وهو صاحب الفصل فيها كما أن اللائحتين لم تحددا المسائل التى يبدى فيها رأيه بل اكتفى بالتعبير عنها بالقول «المسائل التى تراها الحكومة من خصائصه» أو المسائل المتعلقة بالمنافع الداخلية ومن مواد اللائحتين عرفنا أن عدد أعضاء المجلس هم 75 عضوا، ينتخبون لمدة ثلاث سنوات ويتولى انتخابهم من البلاد ومشايخها فى المديريات وجماعة الأعيان فى القاهرة والإسكندرية ودمياط، وكان عدد نواب كل مديرية يتم بحسب التعداد فينتخب واحد أو اثنان عن كل قسم من أقسام المديرية بحسب كبر القسم وصغره، وينتخب ثلاثة نواب عن القاهرة واثنان عن الإسكندرية وواحد عن دمياط.

أما صفات العضوية فهى أن يكون العضو مصريا ومن المتصفين بالرشد والكمال ولا تقل سنه عن 25 سنة وألا يكون ممن صدرت ضدهم أحكام جنائية بالسجن أو من المحكوم عليهم بالإفلاس أو الطرد من وظائف الحكومة، كما اشترط فى العضو العلم بالقراءة والكتابة وأن يجتمع المجلس شهرين فى كل سنة، ونصت اللائحة أيضا على أن تعيين رئيس مجلس شورى النواب ووكيله منوط بالخديو وأن يفتتح الخديو المجلس بمقالة «خطبة العرش» ويقدم المجلس جوابه عنها بكتاب لا يقطع فيه شىء من الأمور، وينتخب المجلس بين أعضائه لجانا تسمى أقلام ومن أعمالها فحص صحة نيابة الأعضاء ومن يتقرر صحة انتخابه يعرض اسمه على الخديو ليعطيه «البيرولدى» أى اعتماد عضويته وأن للمجلس توقيع عضويات على من يتخلف من الأعضاء بدون عذر عن حضور الجلسات وأن الأعضاء يتمتعون أثناء انعقاد المجلس بشىء من الحصانة النيابية فلا ترفع عليهم دعوى «جنائية فى أثناء الانعقاد إلا إذا ارتكب أحدهم جريمة القتل وعلى المجلس احترام رأى الأقلية والإصغاء لأقوالها»، وفى المادة الثانية عشرة من اللائحة النظامية «أعضاء المجلس يحضرون إلى المجلس بملابس الحشمة اللائقة وجلوسهم فيه يكون: بهيئة الأدب ولا يجوز لأى عضو نشر مناقشات المجلس أو طبعها إلا بإذن من الرئيس وإلا كان عرضة للجزاء».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية