هل انقلب الأستاذ هيكل على الرئيس السيسى؟.. هل هو انقلاب يشبه انقلاب الأستاذ على «السادات» فى «خريف الغضب»؟.. هل صحيح أن مصر تعمل بلا بوصلة وبلا رؤية؟.. هل مصر مرشحة للخروج من التاريخ، كما يقول هيكل؟.. أى تاريخ يقصده الأستاذ؟.. كيف ندخل التاريخ من جديد؟.. ما هى الروشتة التى يريد أن يقدمها؟.. ما هى المعلومات المتوافرة لديه؟.. هل تشبه معلوماته عن ثروة مبارك؟!
استفزنى ما قاله الأستاذ هيكل يوم الجمعة الماضى مع لميس الحديدى.. انتظرت ردود الأفعال على هذه الصرخة.. لم أجد أى رد فعل.. حاولت أن أسأل عن نسبة المشاهدة لحلقة هيكل.. اكتشفت أن كثيرين لم يعودوا يهتمون بما يقول.. ربما يهتم فقط أبناء المهنة.. لكنهم بالتأكيد اندهشوا من انقلاب هيكل على السيسى.. هناك إحساس بأنه يشكو من «الهجر».. هناك شعور بأنه يشعر بالاستبعاد، كما لم يتوقع بالمرة!
عقب حلقة هيكل، طلبنى صديق كبير.. راح يعلق على «كلام هيكل».. قال إنه يريد أن يبقى فى الضوء بأى ثمن، ولو كان سيجتر كل ما نقوله على مدى شهر، ثم يعيد ترتيبه بما يعرف باسم «خلطة هيكل».. هكذا يفعل فى كل مرة.. لا توجد معلومة واحدة جديدة.. الأنكى أنه يتحدث دائماً عن راحلين، لا يملكون صداً ولا رداً.. وقد فعل مثل ذلك مع المشير الراحل عبدالحليم أبوغزالة، متحدثاً عن «ثروته من السلاح»!
فهل كان يطمع «هيكل» أن يكون إلى جوار «السيسى»، كما كان مع «عبدالناصر»؟.. هل كان يريد أن يعود الرجل الأوحد مرة أخرى؟.. هل خاب ظنه؟.. هل كان السيسى من الذكاء، بحيث يبتعد فى الوقت المناسب، ليثبت أنه شخصية مستقلة، لها رؤيتها الخاصة؟.. هل أراد أن يقول له إن مصر الآن غير مصر الستينيات؟.. ما معنى رسالة الأستاذ بأن مصر مهددة بالخروج من التاريخ والجغرافيا؟.. وكيف ننقذها؟!
لا أفهم الرسالة.. كل ما سمعته أن العالم يتغير من حولنا، وأننا بحاجة إلى نظرة عميقة تدرك أبعاد اللحظة التاريخية.. فما هو الجديد؟.. كلام إنشائى فقط لا غير.. العالم يتغير من حولنا كل يوم.. هذه حقيقة أراد هيكل أو لم يرد.. مصر أيضاً تتغير كل يوم.. الأوطان من حولنا تنهار.. خرجت من التاريخ.. ربما كانت تستفيد ذات يوم من استشارات الأستاذ، فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق.. وخرجت من التاريخ فعلاً!
الغريب والمثير معاً أن «هيكل» لم يقل ذلك فى عهد مرسى.. مع أن مصر كانت رايحة فى ستين داهية.. الآن مصر تعرف طريقها على الأقل.. تعود من جديد إلى عمقها الأفريقى، وتعود أيضاً إلى محيطها العربى.. تحميه وترى أن الأمن القومى العربى جزء أصيل من أمننا القومى.. فأى «بوصلة»، وأى «رؤية» يتحدث عنها هيكل؟.. إطلاق الكلام الإنشائى سهل جداً.. إطلاق هذه «الرصاصة الطائشة» الآن غير مفهوم(!)
السؤال: لماذا انقلب «هيكل»؟.. ولماذا هو الآن غيره أيام الكلام عن «الرئيس الضرورة»؟.. هل يشكو الأستاذ من «الهجر الرئاسى»؟.. هل يشعر بمرارة؟.. هل عندنا أكثر من «هيكل» إذا رضى، وإذا غضب؟.. ما معنى «الخروج من التاريخ»؟.. مجرد كلام إنشائى، لا يختلف عن ثروة مبارك.. فمتى يرضى «الأستاذ» لندخل التاريخ من جديد؟!