x

حكايات «الدير» و«الجبل» فى سانت كاترين

الإثنين 28-12-2015 16:54 | كتب: وائل ممدوح, عمر ساهر |
 - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

الجبل والدير.. كلمتان تختزلان كثيراً من كلمات قاموس سكان سانت كاترين، فهما مفتاح حياة المئات من سكان المدينة الجبلية الواقعة في قلب سيناء، ومحور أحاديث معظمهم على مدار اليوم الذي يبدأ مع تسلل خيوط الفجر، وحتى يسدل الليل أستاره.

4600 متر تفصل قمة جبل سانت كاترين عن سفحه الذي يبعد عن المدينة المشتق اسمه منها بنحو 3 كيلومترات، تبدأ بعدها رحلة صعود الجبل الأعلى في مصر بعد المرور بوادى الأربعين الذي يقود إلى جبلى موسى وسانت كاترين، وهما المقصدان الأهم في المدينة، الأول لقيمته الدينية، والثانى كونه أعلى جبل في مصر.

صعود الجبل يتطلب استعداداً بدنياً لتحمل طول المسافة والقدرة على مواصلة السير في الطرق الوعرة المؤدية إلى قمته.

ارتداء الملابس الثقيلة من أساسيات الرحلة، لانخفاض درجة الحرارة بشكل متدرج على الأجزاء الأكثر ارتفاعاً من الجبل، وصولاً إلى قمته، والاستعانة بأكثر من دليل إذا تخطى عدد المجموعة 5 أفراد، لضمان تغطية الجميع طوال أوقات الرحلة، وتأمين أي منهم في حالة الإصابة بأى طارئ.

«المصرى اليوم» خاضت رحلة صعود جبل سانت كاترين ضمن حملتها لتنشيط السياحة في مصر، بالتعاون مع المغامر عمر سمرة وعدد من الصحفيين والمتطوعين. واستغرقت الرحلة التي بدأت بعد فجر الجمعة الماضى 6 ساعات صعوداً، بعد أن مر الفريق بوادى الأربعين المؤدى إلى جبلى موسى وسانت كاترين، قبل أن يصعد الفريق الجبل طوال 6 ساعات وصولاً إلى قمته.

يبدأ جبل سانت كاترين بطريق صاعد وممهد قرب السفح، يتدرج بشكل زجزاجى صعوداً، ودائرى حول محوره، لينتهى بأكثر من منطقة التقاء استغلها الفريق في الحصول على فترات راحة قصيرة قبل مواصلة الصعود في طقس بارد نسبياً، رغم بزوغ الشمس طوال الساعات الأولى لليوم، بسبب الارتفاع الكبير عن سطح الأرض.

وبدت آثار الثلوج على جنبات الجبل المترامية مع الوصول لمنتصف الطريق واضحة، فيما أكد أحد الأدلة التي استعان بها الفريق أن ذلك هو الوضع الطبيعى للجبل، وأن كثافة الثلوج تزيد لتغطى القمة بالكامل مع نهاية شهر ديسمبر والنصف الأول من يناير.

أما «الدير» فهو الاسم الدارج لأشهر آثار سانت كاترين بين سكان المدينة، خاصة البدو المنتمين في معظمهم لقبيلة الجبالية، الذين يرتبطون بعلاقة تاريخية ووثيقة بالدير ورهبانه، منذ إنشائه في القرن السادس الميلادى، وهو الاسم نفسه الذي يستخدمه زوار المدينة في الإشارة لمعلمها الأبرز.

قبيلة الجبالية قدمت منذ إنشاء الدير، وتختلف الروايات حول مساهمة آبائها الأوائل في بنائه، ثم حمايته فيما بعد من الهجمات الخارجية، لكن المؤكد أن علاقة شديدة القوة تربط أبناء القبيلة بالدير وكهنته، إذ يعمل العشرات منهم داخل أسواره بشكل منتظم، إلى جانب المئات المتعاملين معه بشكل دورى، فضلاً عمن يتلقون مساعدات مالية أو عينية من مخصصاته.

الطريق إلى الدير يمر بمدخل المدينة الرئيسى، ويفصله عنه مسافة لا تزيد على كيلومتر واحد، تستقبلك بعدها بوابة أمن صغيرة تعقبها سوق شعبية أشبه بـ«بازار»، ثم تجد نفسك أمام أسوار الدير المرتفعة. أمتار أخرى تصل بك إلى باب صغير يمكنك من الولوج إلى داخل البناء الأثرى الذي يشبه قلاع العصور الوسطى بأسواره المرتفعة، وأبراجها الموزعة على الأطراف والجنبات.

يفتح الدير أبوابه في الفترة بين التاسعة والثانية عشرة ظهراً، إذ يغلق أبوابه بعدها ليتفرغ رهبانه لواجباتهم الدينية. ويعمل داخل الدير 44 راهباً نصفهم يونانيون، بالإضافة إلى نحو 20 راهباً يحملون جنسيات روسيا وإيطاليا وبريطانيا، حسب فرج فرح صالح، الدليل الذي عمل داخل الدير منذ كان في الحادية عشرة من عمره.

وتابع فرج: «يبدأ رهبان الدير يومهم مع دقات جرس الكنيسة الصباحى الذي ينطلق في تمام الخامسة، ليتجهوا إلى الصلاة ثم تناول طعام الإفطار، تمهيداً لفتح أبواب الدير أمام الزوار في تمام التاسعة»، مضيفاً: «يتفقد الرهبان أرجاء الدير طيلة تواجد الزوار، وحتى ينطلق جرس الكنيسة الرئيسية عند الساعة الثانية عشرة إلا الربع، معلناً انتهاء فترة الزيارة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية