لأن الموسم الكروى الحالى فى مصر بدأ بثلاث شاشات فقط تملك حق بث مباريات الدورى لقنوات «تن والحياة والنيل للرياضة».. فمن الطبيعى والضرورى أيضاً الاهتمام بما يقال عن إغلاق قناة «تن» فى شهر فبراير المقبل وخروجها من السوق الإعلامية المصرية نتيجة أزمتها المالية وخسائرها الفادحة والخلافات الحادة بين أصحاب القناة وشركة بروموميديا التى تملك الامتياز الإعلانى.. وتملك شركة بروموميديا فى نفس الوقت حقوق بث مباريات الدورى تليفزيونياً بعد أن اشترتها من شركة بريزنتيشين التى لا تزال ترعى الكرة المصرية وكثيراً من أنديتها.. ونتيجة هذا الخلاف وعجز قناة «تن» عن الاستمرار.. قررت شركة بروموميديا نقل مباريات الدورى إلى شاشة جديدة بدلاً من «تن» هى شاشة أون تى فى.. وهو الأمر الذى لا يزال يدرسه عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولم يقرر بعد نقل شارة المباريات من قناة «تن» إلى قناة أون تى فى..
وأعتقد أن عصام الأمير لابد أن يوافق لأنه من الطبيعى أن تجد شركة بروموميديا شاشة أخرى تعرض عليها مباريات الدورى التى اشترت حقوق بثها.. خاصة أن شركة بروموميديا قررت بالفعل انتقال مدحت شلبى وبرنامجه وضيوفه من «تن» إلى أون تى فى سواء القناة الحالية أو قناة رياضية يجرى تأسيسها حالياً باسم أون سبورت.. وكلها تبدو من بعيد أزمات عادية يسهل التعامل معها ومواجهتها لتبقى الأمور كما هى، لكن من يعيد ويطيل تأملها لابد أن تنتابه المخاوف بشأن الرعاية الكروية وحقوق البث التليفزيونى.. فكل ذلك إشارة إلى عدم الاستقرار وعدم الأمان أيضاً.. فكيف تنفرد قناة «تن» بدورى الكرة مع الحياة والنيل للرياضة فقط ثم تخسر وتضطر للتراجع والانسحاب.. هل كانت المشكلة فى مباريات الكرة التى لم تأت بأرباح كافية أم أن المشكلة كانت فى قناة «تن» نفسها ومن يملكونها ويديرونها؟ وهل يمكن أن تتكرر تلك المشكلة مرة أخرى مع قناة أون تى فى أو شاشتها الرياضية الجديدة، أم أن أموال نجيب ساويرس لن تسمح بذلك، أو ربما ستتعرض قناة الحياة لتلك المشكلة وتضطر للانسحاب من سباق الدورى إن أراد نجيب ساويرس السيطرة على كرة القدم، وقرر أن يبدأ بإعلامها وحقوق بث مبارياتها؟.. وما هى الضمانات التى تملكها حالياً أو ستسأل عنها مستقبلاً أندية الكرة عند نقل حقوق البث من قناة قديمة إلى أخرى جديدة.. خاصة أن حقوق البث التليفزيونى هى أحد الموارد الأساسية والضرورية لكثير من أندية الدورى الممتاز التى لا تملك رعاة كباراً مثل الأهلى والزمالك ولا تملك أيضاً أى إيراد جماهيرى لأنها تلعب طول الوقت بدون جمهور.. وكل تلك المخاوف والظنون تجبر الجميع على التعامل مع هذا الذى يجرى حالياً ليس باعتباره مجرد خبر أو حكاية تليفزيونية إنما هو قضية كروية بالمقام الأول مقلقة ومزعجة أيضاً.. ولابد من احترام أهل الكرة وجماهيرها ومصارحتهم بكل شىء لأن الأمر أصبح أكبر من مجرد شاشة توشك على الانطفاء أو شاشة جديدة تستعد لدخول السباق الكروى الإعلامى والإعلانى.