x

اخبار د. عبدالمنعم فؤاد* يكتب: نبى الرحمة ودواعش العصر اخبار الثلاثاء 22-12-2015 19:27


فى الوقت الذى يُقذف فيه الإسلام ونبى الإسلام بقذائف الباطل، ويُتهم هذا الدين بالعنف والإرهاب، بسبب ما يقوم به بعض دواعش العصر، أيا كانت عقائدهم ومذاهبهم، تطرق أبوابَنا نسائمُ الذكريات الإسلامية العبقة، ومن أروعها وأجملها ذكرى ميلاد نبى الرحمة والهداية والنور.

فقبيل ميلاده رأينا:

كسرى يعم فى المشارق ظلمه.. وهرقل منه فى المغارب أظلم.

والناس بين القيصرين كأنــهم.. غنم علـى تلك الذئـــاب تقســم.

وهنا أشرقت الأرض بنور ربها، وجاء من يرفع الظلم، وينير أماكن الظلام، وهو نبينا- عليه الصلاة والسلام- وكان السلاح الذى يبدد به الظلم والظلمات متمثلا فى الرحمة التى تجسدت فى شخصه الكريم، وظهرت جليا فى أقواله وأفعاله، فكان رحمة، كله حزم وعزم ووقار وعصمة وحياء.

(بالمؤمنين رؤوف رحيم)، ثم توسعت دائرة الرحمة فى شخصه ورسالته وتعاليمه، فشملت العالم كله، فقال- جل جلاله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» ولننظر فى قوله للعالمين، حتى لا يُظنّ أن النبى رحمته مقصورة على المؤمنين به فقط، لأن رسالته ليست محليه، ولكن خيرها للعالم كله، ولذا تنبه كبار رجال الفلسفة والعلم فى العالم إلى مدى حاجة الناس لهذه الرسالة والرحمة، فرأينا مستشرقا مثل: (برنارد شو) غير المسلم يقول (والله لو أن محمدا بن عبدالله موجود الآن بيننا لحل مشاكل العالم، ريثما يتعاطى فنجانا من القهوة). وأقول له: «والله إن محمدا- صلى الله عليه وسلم- موجود برسالته وتعاليمه ورحمته، ولكن البعض صم بكم عمى، فهم لا يبصرون، ولا يتعقلون.. فكلما وقعت مصيبة من قطاع الطرق، مثل داعش وغيره يحمّلونها لهذا النبى، ورسالته دون سند ولا حكمة بالغة»!!

وإلا فهل يعقل أن نبيا أو قائدا، وهو فى أعلى درجات النصر على أعدائه (أهل مكة الذين أخرجوه منها فى ظلمة الليل البهيم) يقول لهم بكل رحمة، وهو فاتح لها: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ثم يأتى من يقول: إن دينَ النبى دينُ تطرف وإرهاب؟

كيف، بالمنطق والعقل، يتهم هذا الدين بالتطرف، ونحن نقرأ: إن هذا النبى الرحيم يُحاكم قائدا حينما قال يوم الفتح وهو فى أوج قوته:

«والله إن اليوم يوم الملحمة، إنه يوم تُذل فيه قريش ويُعز الإسلام»:

فقال النبى «لا. والله إن اليوم يوم المرحمة، إنه يوم تُعز فيه قريش وتُرفع فيه راية الإسلام».

هل من اللائق أن يُتهم هذا النبى الرحيم بأن دينه يحمل إجراما كما يزعم المبطلون؟

ألم يقرأ المتحاملون كيف هدد النبى الرحيم من يتعدى على حيوان فى هذا الكون قائلا: (دخلت امرأة النار فى هرة حبستها، ودخل رجل الجنة فى كلب سقاه)؟ فهل نبى يحترم حياة الحيوان يمكن أن يستهتر بحياة إنسان، ويدعو لقتله كما يفترى المفترون؟!

ثم نحن نعلم حرمة الكعبة التى أراد أبرهة هدمها، فأنزل الله عليه طيرا أبابيل فقتلته وجنوده لمكانة الكعبة، ومع ذلك: فالإنسان فى هذا الدين أعظم حرمة من حرمة الكعبة.. وعليه، فالمسلم ليس هو من يقتل، ويزعزع الأمن والسلم العالمى، إنما هو من قال عنه النبى: «... من سلم الناس من لسانه ويده». كل الناس أيا كانت عقائدهم وأجناسهم.

* أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية