x

عادل نعمان نبينا فى قرآننا.. ونبيهم فى البخاري عادل نعمان الإثنين 23-03-2015 20:52


أتعجب كلما قرأت سيرة النبى (ص) ورأيت اختلافا بين سيرته فى القرآن، وبعض من سيرته فى كتب التراث، خاصة البخارى. ولما قالوا إنه أصدق كتاب بعد كتاب الله كان من المفروض ألا يتناقضا بل يتكاملا ولا يختلفا فى تأريخ أو تسجيل. التناقض فى الغالب الأعم مرهون باختلاف المصادر واختلاف الأزمان، واختلاف النوايا أيضا بين منافق يعرفه الرسول، ومنافق لا يعرفه، فإذا كان كل هذا مجتمعاً فى أمر واحد، فما بالكم إذا أضفنا إلى ما سبق أن الأحاديث والروايات سجلت بعد وفاة النبى بأكثر من مائة عام، اختلطت بمن يكذب عليه من المنافقين، ومن يكذب له من المضللين. يصبح من الضرورى إعمال العقل فيما نقرأ، والعودة إلى المصدر الرئيسى وهو القرآن، وتنحية كل ما يخالفه وهذا ما أوصى به النبى. يؤكد ربنا على وجود المنافقين، الذين أظهروا لرسوله الإيمان وأبطنوا له البغض فى حياته، فما بالكم بعد رحيله، يقول الله: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا»، وحديث النبى «من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» دليل أنه يعلم أن حوله منافقين يكذبون عليه فى حياته، ظاهرهم الإيمان وباطنهم السوء، منهم من كتبة الوحى، عبدالله بن أبى السرح، أخو عثمان بن عفان فى الرضاعة، والى مصر فى خلافته، كان يكذب على رسول الله، ولقد أهدر النبى دمه بعد أن صرح بعد ردته أنه كان يبدل من عنده فيما يكتبه ويسجله عن الوحى عكس ما يمليه عليه النبى .فإذا كان هذا فى حياة النبى فما بالك بعد رحيله. وهؤلاء من كان يعلمهم النبى، وغيرهم لا يعلمهم (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ).

هل انتقلت بعض أحاديث المنافقين والواضعين إلى الصحيحين (البخارى، ومسلم)، خصوصا أن البخارى قد جمع ستمائة ألف حديث، وضع منها فقط أربعة آلاف حديث. هل انتقل إلى هذه الأحاديث بعض كان مفترضا استبعاده كما استبعد غيره؟ وهل كانت هناك أحاديث استبعدها البخارى صحيحة كان من المفترض أن تكون بيننا الآن؟

إن تقديس كتاب البخارى، وجعله فى المرتبة الثانية بعد كتاب الله ظلم لكتاب الله «لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ» و«البخارى» منتج بشرى يخضع للدراسة والنقد وجعله فى المرتبة التالية لكتاب الله يجعل كتاب الله عرضة للنقد من ذوى النفوس الضعيفة.

تعالوا إلى حياة النبى فى القرآن، وبعضها فى البخارى. الأولى: فى القرآن «يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُر وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ» وكما كان الله يعلم بوجود المنافقين كان يعلم أيضا أن كثيرا من الصحابة على نهج نبيهم فى قيام الليل للعبادة. يقول:

«إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ» هذا هو النبى فى القرآن، الزاهد، العابد، قائم الليل، المترفع عن نزوات الدنيا. فكيف للزاهد وقائم الليل، يظهره البخارى مسرفاً فى إتيان نسائه، وكأن شاغله هذا الأمر، وليس قيام الليل كما أمره ربه، البخارى يقول «إن النبى كان يطوف على كل نسائه فى ليلة واحدة» وحديث البخارى عن عائشة تقول «أنا طيبت رسول الله ثم طاف على نسائه ثم أصبح محرما»، وتعالى الرسول عن ذلك علوا كبيرا.

الثانية: أمر الله عباده اجتناب النساء فى المحيض، يقول «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» أمر الله واضح فى الاعتزال، وزادها بعدم الاقتراب. البخارى يؤكد عكس ذلك. يقول على لسان السيدة عائشة «كنت أغتسل أنا والنبى وكان يأمرنى فأتزر ويباشرنى وأنا حائض». وفى رواية أخرى قالت «كانت إحدانا إذا كانت حائضا وأراد الرسول أن يباشرها أمرها أن تتزر ثم يباشرها. ورواية أخرى عن أم سلمة أنها اضجعت فى الخميلة أثناء حيضها. ورواية دخول النبى بصفية بنت حيى أثناء عودته من غزوة خيبر، والانتصار عليهم وكانت من نصيبه، ونصب الخيمة وخلا بها فى الطريق، ويحرسه أبوأيوب الأنصارى خوفا عليه منها دون علمه.

لا أتصور أن يخالف النبى أوامر ربه فى اعتزال نسائه فى المحيض ولا أتصور أن السيدتين عائشة وأم سلمة تتحدثان عن علاقة الفراش على هذا النحو، وتكشفان المستور من حياة النبى، ولا أتصور أن يقبل النبى مباشرة امرأة بعد موت زوجها وأبيها وأهلها حتى لو أعتقها وتزوجها وهى لم تكمل عدتها كما أمره ربه. يقول البخارى «باشرها فى طريقه للمدينة». هل يقبل العقل عن النبى هذه الهرطقة، وكأن رواة الحديث كانوا مع النبى حتى فى غرف نسائه؟ هذا يتنافى مع خصوصية بيت النبى ونسائه. هذه الأحاديث وغيرها وإن كانت فى ظاهرها تعطى للنبى خوارق وقدرات فإنها تعطى للغير الحق فى نقد أمور تتناقض مع جوهر الدعوة وزهد الأنبياء، فتأخذ أكثر مما تعطى عن قصد وسوء نية، ورسولنا أعظم

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية