x

نصار عبد الله حكايتى مع الداخلية (3) نصار عبد الله السبت 19-12-2015 22:06


هل من حق الكاتب أن يكتب عن شىء يخصه؟.. سؤال تلقيته من أحد السادة القراء عندما رويت قصة المنزل ذى الإيجارالقديم الذى كان يستأجره مأمور مركز البدارى ونائبه دون سداد للإيجار! وكان جوابى: بالقطع «لا» إذا كان الشىء يخصه وحده ولا يعنى أحدا من القراء سواه، لكنه سيصبح بكل تأكيد: «نعم» إذا كان ما يكتبه متعلقا بمشكلة تؤرق الكثيرين حيث يصبح الكاتب عندئذ مجرد مثال موثق لها،.. أظن أن ما رويته فى الأسبوعين الماضيين ينتمى إلى هذا النوع الأخير، فهو يتعرض فى نهاية المطاف للقوانين التى تحكم الإيجارات القديمة والتى لم تأخذ فى حسبانها أن تثبيت تلك الإيجارات وامتدادها جبرا سوف يؤدى بالضرورة إلى إهمال صيانة العقارات المؤجرة، خاصة إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن تلك القوانين ذاتها تمنح الموظف المنقول أولوية فى استئجار العين التى كان يشغلها سلفه، وهو ما يعنى عمليا أن الوحدات التى يشغلها موظفون تتسم وظائفهم بكثرة التنقل مثل ضباط الشرطة ورجال القضاء والنيابة ورؤساء المدن والأحياء.. إلخ، مثل تلك الوحدات سوف تؤول إن عاجلا أو آجلا إلى التلف المحقق، لأن المستأجر الذى يتوقع النقل لن يقوم بأى ترميم لها، ومن الطبيعى والمنطقى ألا يقوم!، وكذلك المالك الذى لا يتقاضى من المستأجر إلا جنيهات معدودة لا تكفى لأى ترميم مهما كان ضئيلا!.. وأعود الآن إلى الفصل الأخير من الحكاية التى قصصت جانبا منها فى الأسبوعين الماضيين، فمع قرب افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2011 سافرت من سوهاج إلى القاهرة كعادتى على مدى أربعين عاما ماضية تعودت فيها على حضور حفل الافتتاح والمشاركة فى فعاليات المعرض وشراء ما يلزمنى من الخزين السنوى للكتب، ولم يخطر ببالى أنى فى ذلك العام بالذات سوف أشهد ما لم أشهده من قبل قط، وسوف أشارك فى العديد من الفعاليات، ليس من بينها معرض الكتاب الذى تقرر إلغاؤه فى ذلك العام للمرة الأولى فى تاريخه!.. سافرت إلى القاهرة لكى أقيم كعادتى طوال فترة المعرض فى مسكنى القديم الذى ما زلت محتفظا به فى شارع إسماعيل أباظة الذى كان فيما مضى شارعا جميلا مزدانا بالأشجار ثم تحول بعد إنشاء المترو إلى سوق عشوائى وهو ما جعل وزارة الداخلية تنشئ به نقطة شرطة خاصة بالسوق،.. فى ذلك الشارع قدر لى فى مساء 28 يناير مع الكثيرين من السكان أن أشهد عملية اقتحام النقطة ونهبها.. ثم تنامى إلى علمنا أن قسم السيدة وأن أقساما أخرى للشرطة تتعرض للاقتحام فى نفس الوقت،.. فى اليوم التالى علمت أن مركز شرطة البدارى ذاته قد تعرض فى نفس التوقيت للنهب والحرق، (هل سيصبح اقتحام أقسام الشرطة فى نفس التوقيت لغزا لايحل مثل حريق القاهرةعام 52 الذى جرى فى توقيت مشابه «26يناير» والذى لا نعرف حتى الآن من هو الذى خطط له ونفذ؟!)، المهم فى الأمر أن المأمور ونائبه وباقى الضباط قد رحلوا عن المنزل الذى كانوا يسكنونه واستأجروا طابقين فى مبنى ذى أربعة طوابق حاليا، مملوك للأستاذ عيسى موسى سمعان المحامى بإيجارقدره ألف جنيه لكل شقة، لكن سيادته لم يهنأ بالإيجار طويلا إذ سرعان ما توقفوا عن السداد بحجة عدم وجود مصعد!!، وذهبت جهوده هباء لإقناعهم بأن عقدهم معه لا ينص على المصعد!... أما منزلنا الذى كان فيما مضى سكنا، فقد تحول نتيجة لعدم الصيانة إلى خرابة!، ولم تقم وزارة الداخلية بالطبع بتسليمها إلى أصحابها بل وضعت على بابها حارسا مازال يحرس تلك الخرابة إلى الآن!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية