هناك برنامج أمريكى مشهور اسمه Ted Talk. لا يحظى بالحديث فيه إلا الرموز. رمز من رموز الحكم كرئيس سابق أو رمز من رموز الاختراع مثل Steve Jobs. أو Bill Gates عملاق ميكروسوفت. أو Warren Buffet الذي أوقف ماله كله بالمشاركة مع بيل جيتس لمساعدة الإنسانية. أو يكون رجل أدب أو صناعة. أو شخصاً ذا تميز خاص.
إذاً مجرد دعوتك إلى إحدى حلقات هذا البرنامج. أو من ينال فرصة يُدعى للحديث في هذا البرنامج. فهذا يكون بمثابة شرف كبير. لا يقل شرفاً عن أي جائزة أدبية أو معنوية.
في حلقته الأخيرة. شاهدت رئيس أمريكا جيمى كارتر. كان يتكلم عن أنواع القهر والظلم الإنسانى. فهذا ما أفرد له حياته بعد انتهاء فترة رئاسته. قال إن أشد أنواع القهر والظلم والتعسف هو التفرقة بين الرجل والمرأة. للأسف هذا- بتفسير البعض- ما يكرسه الدين الإسلامى. بل يوضحه في الميراث. وفى الشهادة أمام المحاكم. فللذكر دائماً حظ الانثيين. في الميراث حظ الانثيين. حتى إذا ما شهد أمام محكمة عندما يقال عليك أن تحضر شاهداً. رجلاً أو امرأتين. فهذا تكريس للتفرقة.
للأسف لم يتح لى أن أعاصر نصراء حرية المرأة: هدى شعراوى- سيزا نبراوى- قاسم أمين. ولكنى عثرت على الشابة الكاتبة نادين البدير. هي سعودية ولا أعلم أين تقيم. ولكنها لا تترك فرصة إلا لتعبر عما يجب أن تكون عليه المرأة. تعبر بغضب أحياناً وشجاعة. الأهم من أن تعبر بغضب وشجاعة أنها تعبر بكرامة. عما يجب أن يكون وضع المرأة العربية بصفة عامة. عن الموقف الذي يجب عليها اتخاذه. عن كل وضع يجب عليها أن ترفضه. أخيراً هي عبرت عن رأيها وهى تطبع قبلة شفوية على جبين البابا فرنسيس. تحييه وهو يفتح ذراعيه وإبراشياته ليستقبل فيهم لاجئى وضحايا حال العرب.
نادين البدير وحدها لن تفعل شيئا. بجهدها وحده لن يتحقق للمرأة خلاصها من التفرقة. ولا للعرب خلاصهم من التخلف. نحتاج إلى الشجاعة التي تظهرها نادين للخوض في هذا الموضوع الشائك. في وقت من الأوقات كان يتم توريث المرأة ضمن الممتلكات. هناك أفكار متطورة في الفقه الإسلامى. طرحها علماء من السنة وعلماء من الشيعة. جمال البنا قدم أفكاراً متطورة. الشيخ محمد عبده أيضا له آراء جديرة في هذا الأمر. الفقه الشيعى حقق المساواة نظريا وعمليا بين الرجل والمرأة. فلماذا نتجاهل كل ذلك؟ لماذا نتبنى الأفكار البالية المنغلقة الظلامية؟
والتى لا تناسب العصر بأى حال من الأحوال.